صوت عدن / تقرير خاص: 

يحل عيد الفطر المبارك هذا العام مثل سابقيه في السنوات الماضية وسط تفاقم الأزمات الاقتصادية والإنسانية وتزايد معاناة الناس المعيشية وفي ظل أوضاع بلغت مستويات قياسية من المآسي مع ارتفاع معدلات الفقراء والمحتاجين والجياع والعاطلين عن العمل ووسط أزمات خدماتية بالغة القسوة.

يقول مواطنون أنهم يستقبلون العيد هذا العام مثل سابقيه وسط غلاء فاحش وارتفاع أسعار كافة السلع الغذائية الأساسية .. منوهين بأن ثمان سنوات من الحرب العبثية التي تشهدها البلاد ووسط حال الانقسام والتشرذم جعلت الحياة مثقلة بالهموم المعيشية ولم تعد للعيد من فرحة في النفوس وان العيد أصبح لمن استطاع إليه سبيلا وتوفرت له متطلباته التي اعتادوا عليها في سنوات قبل الحرب.

وتحدث آخرون عن منغصات تحبط الفرح وتحبس الأنفاس لاسيما وأن غالبية العائلات تعجز عن توفير أدنى المتطلبات لأطفالهم الذين يحل العيد وهم يفتقدون لكسوة العيد والألعاب .. مشيرين إلى أن العيد بدون فرحة الاطفال ليس بعيد وأنهم يعيشون لحظات فارقة من الحزن والألم لما آلت إليه الاوضاع من سوء وتدهور.

وقال مواطنون أنهم افتقدوا لتلك السنوات الماضية التي كانوا فيها يزينون بيوتهم ويكسون أطفالهم وعائلاتهم ويوفرون متطلبات اعتادوا عليها في سنوات خلت ولم يستطيعوا اليوم توفير حتى الحد الأدنى من تلك المتطلبات التي اعتاد عليها المجتمع العدني الذي يعيش اليوم أوضاعا إنسانية مأساوية.

فيما عبر مواطنون عن سخطهم الشديد من الأوضاع الراهنة .. مشيرين بأن المواطن اليوم مشغول في البحث عن لقمة عيش بحدودها الدنيا وان الحصول عليها بمشقة وعناء يعتبر عيدا وفرحا لإشباع البطون الخاوية من الجوع .. وان الحصول على الراتب بعد معاناة طويلة وقاسية يعتبر في هذه الأيام عيدا .. كما أن تشغيل الكهرباء بساعاتها المتدنية هو الآخر عيدا في ظل صيف حار وساخن.

وتعددت منغصات العيد في هذه الأيام الصعبة فقد أصبح معاناة المواطنين تشمل كل شيء يرتبط بحياتهم اليومية المثقلة بالهموم والحزن لاسيما وهم يرون مدنهم تزداد سوءا فيما تزداد قوة ونفوذ البلاطجة وثراء أمراء الحرب وافتقاد تلك المدن للامان والناس للعدل.

المواطن وهو مصدر السلطة لم يلمس اي اهتمام من الجهات المسؤولة وكأنه يعيش في غربة لاسيما وأن الحكومات المتعاقبة لم تقدم شيئا ملموسا يغير من حياة المواطنين حيث الرواتب مازالت متدنية وضعيفة ولم تف بالحد الأدنى لتوفير متطلبات الحياة الأساسية ولم يستطع المواطن بها أي يصون كرامته ويحمي نفسه من ظروف الحاجة المريرة لأن الناس ليسوا ضمن اهتمامات تلك الحكومات المتعاقبة التي أصبحت المصدر الرئيسي لكل المآسي الإنسانية والكوارث المأساوية.

ووسط تلك المعاناة والأوضاع الاقتصادية المتدهورة قال مواطنون بأي حال يحل العيد ونحن نعيش سنوات عجاف ولم تبرز في الأفق مايبشر بسنوات يغاثون فيها برخاء مستدام وحياة آمنة ومستقرة.