صوت عدن / تقرير خاص: 

يواجه مجلس القيادة الرئاسي تحديات كبيرة في ظل التباينات التي تعصف بأعضائه في ظروف لم يستطع فيها وضع لائحة تنظم أعماله واختصاصات رئيسه ونوابه ما أدى إلى عشوائية وارباك تهدد كيانه الذي أصبح يفتقد التماسك ولوحدة الصف.

قال مراقبون أن مغادرة الرئيس رشاد العليمي للعاصمة المؤقتة عدن اليوم بشكل مفاجئ إلى الامارات في زيارة غير رسمية لاسيما عقب الأحداث الدامية التي شهدتها مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة وقصف الطيران الإماراتي المسير لقوات الجيش والأمن الوطني تكشف بجلاء تصاعد وتيرة الخلافات بين شركاء العملية السياسية وتفاقم من حدة التوترات بين أطراف المجلس التي باتت تفتقد للتماسك.
واوضحوا أن ثمة خلافات باتت تبرز للعلن ولم تعد في أروقة المجلس فقد أعرب عدد من أعضاء مجلس القيادة الرئاسي عن غضبهم من تمدد المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم اماراتيا في المحافظات الجنوبية وانفراد النائب عيدروس الزبيدي في اتخاذ القرارات المصيرية وحصوله على حصص كثيرة في تعيينات السلطة القضائية وفي مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية ما يخل بالتوازن والشراكة.
واضافوا أن مجلس القيادة أصبح تتهدده مخاطر الانقسام والتشرذم في وقت يعتكف فيه عضوا المجلس سلطان العرادة في مأرب وطارق صالح في الساحل الغربي فيما تعرض الدكتور عبدالله العليمي لضغوط شديدة من قبل الانتقالي والإمارات للتراجع عن قرار استقالته إحتجاجا على قصف الطيران الإماراتي المسير لقوات الجيش والأمن الوطني في شبوة وسقوط عشرات العسكريين قتلى وجرحى ما اعتبروه انتهاكا للسيادة والقرار الوطني .. فيما يضخ الانتقالي قواته للتمدد عسكريا في مناطق العبر ووادي حضرموت لبسط نفوذه العسكري على كافة محافظات الجنوب كأمر واقع.

لقد كشف وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الارياني في تصريح له اليوم عن الخطر الذي يهدد وحدة مجلس القيادة الرئاسي وأوضح المستور قائلا: ان الاصطفاف خلف الشرعية الدستورية بقيادة فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي واعضاء المجلس قولاً وفعلاً هو طوق النجاه الوحيد وآخر فرصة لليمنيين لاستعادة دولتهم والحفاظ على هويتهم والتأسيس لشراكة وطنية حقيقية ومستقبل مشرق تستحقه الاجيال القادمة.

واضاف  "ان المرحلة هي مرحلة توحيد الجهود والامكانات تحت قيادة مجلس القيادة الرئاسي للتصدي للمشروع التوسعي الإيراني ومواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والامنية والعسكرية، وكل الخلافات والتباينات في وجهات النظر ينبغي حلها تحت مظلة المؤسسات الدستورية التي بات الجميع دون استثناء شركاء فيها".

ولفت الارياني "ان التجارب والاحداث التي شهدتها اليمن منذ ازمة 2011 اثبتت أن لا أحد قادر على إلغاء وشطب الآخر وأن اي مساعي لاستبعاد واقصاء طرف مصيرها الفشل وديمومة الصراع والحرب التي يدفع ثمنها الجميع وان اليمن لن ينهض ويستعيد عافيته الا بتكاتف كل مكوناته وابناءه المؤمنين بأنه يتسع للجميع".

وجدد الإرياني دعوة كل المكونات السياسية لتغليب المصلحة الوطنية وتكريس نهج الحوار لتجاوز الخلافات وتفويت الفرصة على مليشيا الحوثي التي تعمل على إذكاء الصراعات وايقاد نار الفتنة بين الاخوة.

 واعتبر متابعون تصريح الوزير الارياني سابقة غير معهودة عبر عن قلق من خطر يتهدد مجلس القيادة الرئاسي يتمثل بمحاولات طرف إقصاء شركائه في المجلس الرئاسي ما يعرض الشراكة لخطر الانقسام في ظروف ولد فيها المجلس برعاية سعودية إماراتية متجاوزة الدستور لتوحيد صف القوى المناهضة للحوثي إلا أنها تعيش اليوم مرحلة خطيرة وجد فيه طرف أمام أجندة إماراتية تسلم الجنوب للانتقالي لتحقيق هدفها فوق جماجم أبناء الجيش والأمن الوطني الذين قتلهم الطيران الإماراتي المسير وكان على المجلس الرئاسي أن يلزم الصمت كسابقه في نظام هادي بشكل مخز ومهين للسيادة والكرامة.