صوت عدن | علوم وتكنولوجيا:

يعتقد العلماء من جامعة تيومين الطبية الحكومية التابعة لوزارة الصحة الروسية (UTMN) أنه من الممكن تشخيص مرض الكلى المزمن مسبقًا من خلال استخدام التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني والتصوير المقطعي المحوسب. الجدير بالذكر أنه تم نشر نتائج البحث في مجلة طب المسالك البولية.


وأوضح الخبراء من الجامعة أن مرض الكلى المزمن يمكن أن يتطور نتيجة لعدد من الأمراض، مثل التهاب الحويضة والكلية والتهاب المسالك البولية ومرض تكيس الكلى وغيرها، وهذا التشخيص يؤدي إلى الفشل الكلوي ومضاعفات الجهاز القلبي الوعائي.


مرض الكلى المزمن هو أحد الأمراض "الصامتة"، ويعتقد أنه من الصعب كشف هذا المرض قبل ظهور المراحل المتقدمة. عندما يتم العثور على خلايا ميتة في اختبارات المريض، فإن عملية تدمير الأنسجة لا رجعة فيها، ولا يمكن للطب إلا أن يبطئها. في الوقت نفسه، يتم تشخيص المرض في 10-15 % من السكان البالغين في روسيا.


وقد أكد الباحثون في الدراسة، التي تم نشر نتائج البحث في مجلة طب المسالك البولية، أنه باستخدام التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني والتصوير المقطعي المحوسب من الممكن اكتشاف هذا المرض وأمراض الكلى الخطيرة الأخرى مسبقًا. وفي الوقت الذي لا توجد فيه أي من الشكاوى المرضية أو تغييرات في اختبارات البول، إلا أن المرض يتشكل بالفعل على المستوى الجزيئي للخلايا، علماً أن طرق التشخيص الحالية غير قادرة على كشف المرض في هذه المرحلة.


في هذا السياق أشار بوريس بيرديتشيفسكي الأستاذ في قسم الجراحة وجراحة المسالك البولية مع التنظير في جامعة (UTMN)إلى إن التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني والتصوير المقطعي المحوسب هو عبارة عن تصور عالي التقنية لعملية استقلاب الكربوهيدرات والدهون في مختلف الأعضاء. ونتيجة لذلك يمكن رؤية الأنسجة على المستوى الجزيئي للخلايا في الوقت الفعلي، مع الاشارة إلى إنه سابقاً تم استخدام هذه الطريقة فقط في تشخيص الأورام.

نحن وجدنا أنه لدى استخدام هذه الطريقة يمكن الكشف عن تلف الكلى في مرحلة مبكرة. إذ يتم حقن المريض بجزيئات الجلوكوز المرمز ومن خلال مراقبة عملية تثبيتها بواسطة بنى الكلى الخلوية، يمكن رؤية وحساب صلاحية العضو، وكذلك تتبع مناطق النشاط الأيضي المنخفض.

وأوضح الأخصائي أن الورم "يحب" الجلوكوز ويضيء بشكل ساطع على شاشة أخصائي الأشعة. في الوقت نفسه لا تستطيع الأعضاء العادية ضمان الحيوية الطبيعية لجسم الإنسان بدون الجلوكوز. في السابق لم ينتبه الأطباء إلى الفرق بين التقاطها من قبل الخلايا السليمة والخلايا المعرضة بالفعل للتلف. هذه الأخيرة في مرحلة "انهيار الأنسجة"، وإذا لم يتم تحديد المشكلة في هذه المرحلة فإن العضو يموت ببطء.

وتابع البروفيسور بيرديشيفسكي يقول بأن الخلية تقلل من استهلاكها للجلوكوز في بداية أي مرض يصيب الأنسجة، فهي بمعنى آخر تفقد "شهيتها". وعندما تنخفض كمية الكربوهيدرات الممتصة بنسبة 10%، فلا يوجد خطر واضح. ولكن إذا تجاوز المؤشر 30%، فهذا يعني إن الخلايا "منهارة" بالفعل وقد حان الوقت لاختيار العلاج المناسب.


وبحسب رأي الباحث الروسي فإن طريقة استخدام التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني والتصوير المقطعي المحوسب يمكن أن تحل مع مرور الزمن محل الكشف الفلوري التقليدي عند إجراء الفحوصات الطبية لسكان البلاد.


وفقًا للنتائج التي توصل إليها العلماء من جامعة تيومين الطبية، يمكن استخدام التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني والتصوير المقطعي المحوسب للكشف عن الاضطرابات الأيضية لأي عضو قبل ظهور مظاهره السريرية بفترة طويلة.

ويعتقد علماء الجامعة أن الدراسات التفصيلية بشأن فعالية الطريقة في الكشف عن الأمراض المختلفة يمكن أن تسرع من معدل تطبيق الطريقة في التشخيص الوقائي.


المصدر: Sputnik

أخبار متعلقة