صوت عدن | علوم وتكنولوجيا:


ابتكر علماء الفسيولوجيا العصبية الروس خوارزمية تسمح لهم بتتبع اضطرابات في عمل الدماغ في مراحل مختلفة من عملية اتخاذ القرار وتقييم مقدارالوقت الذي يقضيه جهاز الأعصاب في تخطيط الإجراءات.

أفادت بذلك الثلاثاء 28 ديسمبر الخدمة الصحافية لمدرسة الاقتصاد العليا، وقالت إن هذا الاكتشاف سيساعد على الإسراع في دراسة اضطرابات الدماغ.

ويجري حاليا إعداد دراسة لترجمة التقنية المطورة إلى ممارسة تجريبية إكلينيكية ستتحقق في مختبر الواجهات العصبية الطبية والذكاء الاصطناعي في مركز الدماغ والتقنيات العصبية التابع للوكالة الطبية والبيولوجية الفيدرالية .

ويعتبر رد فعل الجهاز العصبي على حافز ما واعتماد قرار معين بناء عليه أساسا لجميع العمليات الفسيولوجية العصبية الرئيسية التي تحدث في دماغ البشر والكائنات الحية الأخرى المتعددة الخلايا. أما الخلل في عمل تلك العملية الذي يحدث أثناء تطور الفصام ومرض باركنسون وحالات القلق والسكتات الدماغية، فيؤدي إلى اضطرابات شديدة في عمل الجهاز العصبي بأكمله.

وطوّر فريق من علماء الفسيولوجيا العصبية الروس بقيادة، أليكسي تومياليس، الباحث الرائد في مركز الواجهات الكهربائية الحيوية في مدرسة الاقتصاد العليا، أسلوبا يسمح بتتبع سير عملية صنع القرار في جميع مراحلها الرئيسية الثلاث: وهي تحليل الحافز، واتخاذ قرار بشأن طبيعة الاستجابة وتنفيذ الإجراء.

 وبناء على الأسلوب الذي طوّره الأستاذ، تومياليس وزملاؤه، يتعين على المتطوع إلقاء نظرة إلى شاشة الكمبيوتر التي عرض عليها  لفترة من الوقت تلميح بشكل مجموعة من الهياكل الهندسية مشيرا إلى الزر على لوحة المفاتيح الذي يجب الضغط عليه بسرعة بعد ظهور الدائرة الخضراء وقبل اختفائها. ويتنوع باستمرار وضوح التلميحات، وكذلك الوقت المخصص لاتخاذ القرار.

وأوضح الباحثون أن الاختلافات الصغيرة في صياغة المشكلة تسمح لهم بتتبع كيفية سير كل مرحلة من المراحل الثلاث لعملية اتخاذ القرار في الدماغ ، وكذلك تحديد الخلل في كل منها. وعلى وجه الخصوص، يمكن اكتشافها من خلال مدى اختلاف سرعة رد فعل الجهاز العصبي عن التلميحات المعقدة أو الخفيفة، وكذلك كيفية تأثر سلوك الشخص بطول الفترة التي تسبق التنفيذ الفعلي للإجراء.

ومن أجل اختبار عمل هذا الأسلوب، اختار تومياليس وزملاؤه فريقا يضم 67 متطوعا سليما، يجتاز كل منهم مجموعة من 120 اختبارا تم إعدادها لهم، وأدخلت تعديلات في بعضها في الوقت الفعلي بواسطة خوارزمية خاصة.

وقام العلماء بتحليل الردود السابقة للمشاركين في التجربة وغيّروا المهام اللاحقة بطريقة تسمح لهم بالتحديد السريع  لخلل في عملية اتخاذ القرار. وهذا ما يميّز أسلوب العلماء الروس عن طرق المراقبة الأخرى القائمة على عناصر اختبار ثابتة وغير متغيرة.

وأظهرت التجربة أنه عند اتخاذ قرار فوري، أدت المحفّزات المعقدة إلى إبطاء رد فعل المتطوعين، وهو ما لم يحدث إذا استمر التوقف المؤقت بين تلميح وإشارة إلى تنفيذ الإجراء لأكثر من ثانية.

ويمكن استخدام المعلومات التي تم جمعها خلال هذه التجارب، وكذلك الخوارزمية نفسها، لتقييم خلل في عملية اتخاذ القرار والوظائف الحركية لدى المرضى الذين يعانون من أمراض الجهاز العصبي.

المصدر: تاس

أخبار متعلقة