صوت عدن/ متابعات إخبارية: 

كشفت مصادر متعددة مطلعة أن المملكة العربية السعودية تسرع من جهودها لتفكيك النفوذ الإماراتي في اليمن وسط مخاوفها من تأثير كبير على أمنها القومي من طموح القادة في أبوظبي.

وقالت المصادر " إن السعودية خيرت في سلسلة اجتماعات الأسبوعين الماضيين قادة التشكيلات شبه العسكرية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي بين الانضمام إلى الجيش والأمن وقوات درع الوطن أو حلّ نفسها والعودة إلى القرى التي أتت منها.

وعد قادة الجيش والمخابرات السعوديين خلال سلسلة من الاجتماعات الأسبوع الماضي في عدن وشبوة والمخا بتسليم منضبط للرواتب والحوافز للقوات إذا غيّرت ولائها من الإمارات إلى الحكومة اليمنية والمملكة العربية السعودية وترك دولة الإمارات العربية المتحدة.

وقال مصدر في المخابرات اليمنية : يبدو أن السعودية فشلت في الوصول إلى اتفاق مع أبوظبي وتتحرك من تلقاء نفسها لحل الإشكاليات العالقة خاصة مع اقتراب عام على تأسيس المجلس الرئاسي دون تحقيق أي من مهامه.

وقال مسؤول في مخابرات خليجية : الرياض قطعت خطوط التواصل بشأن اليمن مع نظرائهم في أبوظبي ويخشى السعوديون من أن تبدأ الإمارات في دعم تحركات واسعة للحوثيين على الحدود أو تفجير الوضع في جنوب اليمن لذلك يسابقون الزمن لتجميد أي تحركات محتملة.

أضاف المسؤول في المخابرات اليمنية: الأمر لا يتعلق فقط بالمجلس الانتقالي بل حتى بالقوات التابعة لطارق صالح وقوات العمالقة الموالية للإمارات سيكونون خارج كل شيء إذا لم ينضموا لحلف الرياض وترك أبوظبي.

يشير المسؤول في المخابرات الخليجية إلى أن إعلان الإمارات توقيع اتفاقية مع الحكومة اليمنية يسمح لأبوظبي بدخول قواتها إلى الأراضي اليمنية في حال وجود تهديد وشيك أثار غضب ولي العهد السعودي حيث اعتبروه استهدافاً كاملاً.

ولفت المسؤول في المخابرات اليمنية إلى أنه ونتيجة لهذا الغضب "السعودية عازمة على تجفيف الوجود العسكري الإماراتي في اليمن وعزلها عن التدخل في السياسة اليمنية لفترة طويلة من الزمن في المستقبل".

وكشف المسؤول في المخابرات الخليجية أن "ملف اليمن أصبح الآن بالكامل بيد المخابرات وتم إزاحة الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي من الملف تدريجياً ويبدو أن ولي العهد السعودي والسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر هم المسؤولين الحاليين من الناحية السياسية والدبلوماسية".

وقال مسؤول في الخارجية اليمنية إن "توقيع الاتفاق أشعر السعوديين أن الإمارات تستحوذ على المجلس الرئاسي ما أصابها بالغضب وعلى عكس عبدربه منصور هادي الذي كان يرفض إملاءات أبوظبي كما يسبب للسعوديين تعقيدات فإن المجلس الرئاسي قفز إلى القادة في أبوظبي لتنفيذ كل طلباتهم ما دفع الرياض لإعادة ترتيب حساباتها".

أشار المسؤول إلى أن "أبوظبي تمكنت من التغوّل أكثر من أي وقت مضى في الملف اليمني خلال ولاية الأمير خالد بن سلمان على الملف تمكنت المخابرات الإماراتية من تمرير سياساتها أكثر من أي وقت مضى".

دفع ذلك الإمارات إلى تفعيل سفارتها في اليمن للقاء الوفود والمسؤولين اليمنيين والغربيين بعد أن كان الأمر مقتصراً على قادة الجيش والمخابرات.

وقال مسؤول طلب عدم الكشف عن اسمه : يفترض بالمجلس الانتقالي أن يتحول إلى حزب سياسي بطلب من السعودية جرى تلميح الأمر أكثر من مرة والتصريح مراراً أنهم مكون سياسي وليس مناطقي أو ممثل لأحد.

يقول المسؤول في الحكومة: السعودية تدفع الإمارات إلى طريق إجباري الخروج من اليمن وسياستها والاحتفاظ ببعض المصالح الاقتصادية لكن عليها إفراغ وجودها قرب مضيق باب المندب وفي جزيرة أرخبيل سقطرى.

حول هذا الأمر يقول المسؤول في المخابرات الخليجية: إن المسؤولين في الرياض يخشون أن تقوم أبوظبي - بدافع الغضب والرغبة في التمكين- إلى فتح الطريق لوجود روسي في أرخبيل سقطرى وهو أمر مقلق بالفعل ليس للسعودية ولكن لكل دول المنطقة بمن فيهم الإيرانيين.

سبق أن وعد الرئيس الإماراتي الحالي، عندما كان ولياً لعهد أبوظبي عام 2019 بعودة روسيا إلى أرخبيل سقطرى وبناء قاعدة عسكرية هناك مقابل دعم من الكرملين لسياسات أبوظبي في المنطقة وزادت علاقة الشيخ محمد بن زايد قوة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ ذلك الحين وتضاعفت عقب الروسية في أوكرانيا وهو ما يزيد من غضب الغرب تجاه توجه الإمارات.

وعاد المحافظ السابق لسقطرى رمزي محروس المحسوب على الحكومة المعترف بها دولياً، إلى الأرخبيل بعد أن طُرد منها منذ 2020م عقب سيطرة القوات الموالية للإمارات على الأرخبيل.

وقال مصدر مطلع إنه يجري تجنيد قوات "درع الوطن" في محافظة سقطرى والتحضير لعودة قوات الجيش والأمن وإزاحة القوات التابعة للإمارات.

وكانت السعودية، الأسبوع الماضي، استحدثت قاعدة عسكرية في مدينة حديبو، قريبة من القواعد الإماراتية المتمركزة في مطار سقطرى الدولي.