صوت عدن/ متابعات إخبارية: 

نشر موقع عرب جورنال اليوم تقريرا اخباريا مهما بعنوان "ما دلالة عودة رشاد العليمي إلى المكلا في حضرموت وليس إلى عدن ؟"فيما يلي نصه: 

بشكل مفاجئ أكدت مصادر سعودية أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي المشكل سعوديا رشاد العليمي سيعود إلى مدينة المكلا في محافظة حضرموت جنوب شرقي اليمن وليس عدن التي غادرها قبل أشهر.
ما كشفته المصادر السعودية تزامن مع زيارة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي إلى روسيا في أول تحرك له منذ وضعته السعودية قيد الإقامة الجبرية في العاصمة الإماراتية أبوظبي قبل أشهر.
كما تزامن أيضا مع استدعاء السعودية لقائد المنطقة العسكرية الثانية في المكلا بحضرموت إلى الرياض.
بعيدا عن ربط الأحداث ببعضها تقول الرواية السعودية إن اختيار حضرموت كمقر لمجلس القيادة، يرجع إلى أسباب أمنية في المقام الأول.
في هذا السياق، يؤكد الباحث السعودي علي العريشي، أن اختيار هذه المحافظة "لأنها حضرموت الأمن والأمان والاستقرار ولأنها النموذج المناسب فهي تتهيأ استعداداً لاستقبال الرئيس "رشاد العليمي" ونواب المجلس الرئاسي.
ويضيف العريشي: قلنا سابقاً إن لدينا في المحافظات الشرقية نموذجا جيدا للأمن والاستقرار وموقعا مؤهلا لتمثيل مركزية الدولة بعيداً عن الغوغاء والتخريبيين". في إشارة إلى الانتقالي.
ـ رواية أخرى:
في السياق ينقل الناشط السياسي عادل الحسني، عن مصادره تأكيدها أن هناك تجهيزات في القصر الجمهوري بالمكلا عاصمة حضرموت وذهاب قيادات سعودية إلى هناك للترتيب، لكن لا ندري هل ستكون مقر إقامة دائمة لرشاد العليمي أم مؤقتة.
ويرى الحسني أنه في حال كان المعلومات صحيحة فهي تدل على شدة الخلاف بين رشاد العليمي وعيدروس الزبيدي. أما الحركات التي يقوم بها أبوهمام اليافعي وغيره في عدن فهم يتبعون عيدروس الزبيدي ولو من بعيد. فالذي يمنع عودة العليمي ليس أبو همام وإنما هو الزبيدي.
ويضيف: أيضا قد يأتي ذلك لتقليص نفوذ عيدروس الزبيدي من قبل التحالف ورشاد العليمي، فعيدروس بعد الإطاحة بهادي وأيضا سقوط أبين وشبوة، استفرد، لأن أبين وشبوة مثلتا حاجزا أمام الزبيدي، لهذا صدَّق الأخير نفسه واعتقد أنه يمتلك كل شيء وبات يعامل العليمي كضيف وقد صرح بذلك أكثر من مرة. أنت ضيف هنا ونحن الحكام الفعليون.
ويتابع: إن نظرنا من هذا المنظور كأرض، فالزبيدي أيضا يمتلك أرضية بسيطة في الضالع وباقي المحافظات الجنوبية ليس له ملك فيها مثله مثل رشاد العليمي، و المهم أن هذا التفكير أجج الخلاف بين الرجلين، وعودة
رشاد العليمي إلى المكلا تؤكد ذلك. أما وفي حال تم نقل مؤسسات الدولة إلى هناك، فهذه خطوة غير عادية وتعني تحجيم الانتقالي بشكل كبير.
ويوضح الحسني: ما يجب أن يفهمه الجميع أن المتحكم الرئيسي في هؤلاء جميعا هو التحالف بشقيه السعودي والإماراتي وهم يتقاسمون الأدوار ويظهرون للناس أن بينهم خلافا. والحقيقة أنه لا يوجد أي خلاف سعودي إماراتي في جنوب اليمن. ربما يوجد سباق على بعض الأماكن الاستراتيجية لكن في المحصلة الأخيرة هم متفقون على تقاسم النفوذ.
ويعتقد الحسني أن ما يريده التحالف هو إبقاء الانتقالي في مربع معين والعمالقة في مربع معين ورشاد العليمي يقود كل هؤلاء من هناك. لن يسمح التحالف لرشاد العليمي بأن يسيطر على الكل ولن يسمح لعيدروس الزبيدي أن يسيطر على الكل وكذلك هو الأمر بالنسبة إلى طارق صالح وسلطان العرادة وإنما سيجعلهم فصائل متفرقة هنا وهناك.
ويختم الحسني حديثه لـ(عرب جورنال) بالقول: المهم هو أن عودة رشاد العليمي إلى المكلا مؤشر واضح على حدة الخلاف بينه وبين عيدروس الزبيدي وجماعة الانتقالي التي لا وجود حقيقي لها في حضرموت أو شبوة ولا في أبين ولا في المهرة ولا في المناطق الشرقية، بل حتى في عدن نفسها، إذا نظرت إلى أبناء عدن نفسها ليس لهم ولاء للانتقالي، أما المجموعات العسكرية التي نزلت إلى عدن فكلها من مناطق معينة في الضالع ويافع، وهذه الحقيقة التي يجب على الجميع أن يستوعبها ويفهمها. لأن شركة الانتقالي التي أسستها الإمارات في 2017 ركزت نفوذها العسكري والسياسي من منطقة الضالع ويافع أمام النفوذ داخل المحافظات الجنوبية فليس لهم نفوذ حقيقي، لهذا يريد التحالف أن يضع عيدروس الزبيدي في حجمه الطبيعي لا أكثر.

خلاصة:
بغض النظر عن الأسباب الحقيقة لإعادة العليمي إلى المكلا وليس إلى عدن، يمكن القول إن هذه الخطوة، إن تمت، ليست عادية، وقد تكون بداية لأحداث كبيرة سييشهدها الجنوب وسوف تؤثر بشكل كبير ورئيسي على المجلس الانتقالي الجنوبي الذي لن يبدو أنه لن يحاول مجددا التمدد عسكريا نحو محافظة حضرموت ساحلا وواديا.

        -------