صوت عدن/ متابعات إخبارية: 

نشر موقع عرب جورنال تقريرا مفصلا بعنوان "على خلفية تشاوري الإنتقالي .. تصاعد جديد لصراع السعودية والإمارات على النفوذ في اليمن" لأهميته نعيد نشره فيما يلي: 

يبدو أن اللقاء التشاوري الجنوبي في مدينة عدن جنوب اليمن والذي دعا إليه المجلس الانتقالي قد أعاد الخلاف السعودي ـ الإماراتي إلى الواجهة وبصورة غير مسبوقة كما تفصح عن ذلك تدوينات الإعلاميين والناشطين والسياسيين السعوديين عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر.
التوتر بين البلدين تصاعد بشكل كبير بعد اللقاء الذي دعا إليه المجلس الانتقالي في عدن وحرص من خلاله على تقديم نفسه كممثل رئيسي وشرعي للجنوب وهو ما يبدو أن السعودية اعتبرته خطوة مضادة لخطوة تشكيل كيان مواز للمجلس في الجنوب بقيادة شخصيات لها وزن كبير كعلي ناصر محمد والعطاس وآخرين في سياق الضغط على الانتقالي لوقف تمدده نحو الجنوب الشرقي لليمن (حضرموت والمهرة)
كما يأتي بعد أيام من إبلاغ السعودية الانتقالي بأنها لن تعتبره ممثلا شرعيا للجنوب وستوقف الدعم الذي ظلت تقدمه له منذ سنوات وفق مصادر مطلعة.

الإمارات:
تدرك السعودية أن الانتقالي لا يتخذ خطوات كهذه من تلقاء نفسه، وأن وراء الهروب إلى الأمام وعدم الاكتراث بوقف الدعم أو أية إجراءات عقابية جديدة تطمينات إماراتية له بسد هذه الفجوة.
كما تدرك أن الخطوات الأخيرة جولة جديدة في سياق سعي الإمارات لتوسيع دائرة نفوذها في اليمن بعد فشل الخطوة السابقة المتمثلة في التمدد العسكري المباشر إلى وادي حضرموت والمهرة.
لهذا تركَّز هجوم الإعلاميين والسياسيين السعوديين خلال الأيام الماضية على الإمارات وبشكل مباشر، بينما كان في السابق يركز على الانتقالي مع إشارة إلى داعميه.

إفشال الحوار:
قبل ذلك، كانت السعودية قد بذلت جهودا مضنية لإفشال الحوار الجنوبي الذي دعا إليه المجلس الانتقالي من خلال التواصل مع بعض المكونات وإقناعها بمقاطعته وهو ما حدث بالفعل.
في هذا السياق أعلن كل من الهبة الحضرمية والمؤتمر الشعبي الجنوبي ومرجعية قبائل حضرموت رفضهم حضور اللقاء التشاوري الذي دعا إليه المجلس مؤكدة تمسكها بالندية للشمال والجنوب.
وقالت "الهبة الحضرمية" في بيان لها إنها "تابعت إصرار وتعنت المجلس الانتقالي الجنوبي لجر حضرموت لتبعية الجنوب رغم إدراكهم العميق بأن حضرموت وشعبها قد حددوا خياراتهم في رفض التبعية والتمسك باستقلال قرارها السياسي وسيادتها على أرضها وثرواتها وإدارة شؤونها المدنية والعسكرية والأمنية بصورة مستقلة وحضرموت ندا للجنوب والشمال".
وأكد البيان حق أبناء محافظة حضرموت السياسي والسيادي على أراضيهم "قضية سياسية مستقلة وغير مرتبطة بأية قضية سياسية أخرى ضمن الجغرافيا اليمانية وأنها لن تتحاور إلا بشكل مستقل وندي للجميع على طاوله الحوار الشامل في إطار الحل النهائي".

هجوم عنيف:
وعلى ما يبدو فإن انعقاد اللقاء الذي دعا إليه الانتقالي قد أزعج السعودية بصورة غير مسبوقة لهذا وجهت إعلاميين وسياسيين مؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي بشن هجوم مباشر على الإمارات يتضمن تهديدات بكشف ملفات خطيرة تورطت أبوظبي فيها، كعمليات الاغتيال في عدن وغيره.
في هذا السياق كتب الباحث السعودي، علي العريشي، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، اليوم الجمعة، 05/أيار/2023: هناك نحو 90 عملية اغتيال تم تنفيذها في مدينة عدن منذ تحريرها استهدفت قادة المقاومة العدنية ورجال دين سلفيين وآخرين محسوبين على حزب الاصلاح.
وتابع العريشي: هناك حاوية مسدسات كاتم صوت سلمتها دولة اقليمية لقيادي موالي لها في عدن (هـ ب) والمتهم باغتيال 26 قيادي ورجل دين في عدن بحسب النائب العام.
وقال في تغريدة أخرى: هناك أسئلة ينبغي أن توضع على الطاولة ويتم الحديث عنها بلغة مكاشفات معلوماتية، أهمها على الاطلاق:
– من كان يحارب مع السعودية في اليمن ومن كان يحارب ضدها خلال ثمان سنوات مضت؟.
– وهل تعتبر الحرب ضد "المجلس الرئاسي" حرباً ضد عاصفة الحزم التي قامت أصلاً لاستعادة الشرعية اليمنية؟.
أما تغريدات السياسي والمحلل السعودي سليمان العقيلي فقد كانت مباشرة أكثر، حيث اتهم الإمارات بالتدخل في الشأن اليمني ودعم المليشيات الانفصالية، واستشهد بمقاطع فيديو من بينها مقطع لرئيسة مركز الإمارات للدراسات، ابتسام الكتبي، وهي تستنكر زيارة بن دغر لجزيرة سقطرى الخاضعة لسيطرة قوات موالية للإمارات.
وعلى هذا النحو جاءت تدوينات رئيس مركز ديمومة للدراسات والبحوثي، تركي القبلان، وعدد كبير من الإعلاميين والباحثين السعوديين.

خلاصة:
على رغم أن الإمارات تبدو حاليا في وضع أفضل نسبيا فيما يخص صراعها مع السعودية على النفوذ في اليمن، وتحاول تعزز هذا الوضع من خلال تثبيت الانتقالي أكثر في المناطق الخاضعة لسيطرته، إلا أن السعودية تقوم بالأمر ذاته في المحافظات الشرقية. وعلى الأرجح، لن تستفيد السعودية من القوات التي دفعت بها إلى مناطق سيطرة الانتقالي تحت مسمى "درع الوطن"، لأن الأخير ـ على ما يبدو ـ رفع سقف التحدي، وتجاوز الاعتبارات التي كانت تقيد حركته ضد أية إجراءات سعودية بمناطق نفوذه. أما الصراع بين البلدين على نفوذ في بلد ثالث فسيستمر زمنا ما لم يقل اليمنيون كلمتهم ويعتبرون الوضع القائم احتلالا، ويتصرفون على هذا الأساس.