بسبب صراع النفوذ في جنوب اليمن .. هل تفرض السعودية عزلة خليجية على الإمارات؟!!
صوت عدن/ متابعات إخبارية:
نشر موقع عرب جورنال اليوم تقريرا مفصلا حول الصراع السعودي الإماراتي في اليمن بعنوان "بسبب صراع النفوذ في جنوب اليمن .. هل تفرض السعودية عزلة خليجية على الإمارات؟ .. فيما يلي نصه:
يبدو أن الصراع الإماراتي ـ السعودي في جنوب اليمن وصل مرحلة اللاعودة وأن الأيام والأسابيع المقبلة قد تشهد تطورات غير مسبوقة في هذا الجانب. كما أن فكرة تبادل الأدوار التي كانت تفسر الصراع وفق تحليلات بعض المهتمين بالشأن اليمني تبدو بعيدة وإن سيطر التبادل المذكور على المشهد في بعض المراحل خلال السنوات الماضية لكن الأمر تغير بعدما وجدت السعودية نفسها أبرز الخاسرين من حربها في اليمن.
لقد خسرت الحرب بشكل مباشر في الشمال وكادت أن تخسر النفوذ في الجنوب لصالح الإمارات أبرز حلفائها في هذه الحرب. تشير الإجراءات السريعة التي تم اتخاذها أخيرا ومن بينها تشكيل مجلس حضرموت الوطني إلى أن الرياض تحاول تفادي ضربة موجعة.
لكن محاولة إيقاف توسع نفوذ الإمارات في الجنوب من خلال حرب الوكلاء قد لا تكون مجدية. شكلت أبوظبي مليشيات مسلحة في الجنوب اليمني وعززت من نفوذها بشكل كبير في حين لا تملك السعودية تشكيلات مماثلة وإن حاولت مؤخرا القيام بذلك من خلال تشكيل ما عُرف باسم قوات درع الوطن.
من هنا قد تكون مخاطبة الإمارات بشكل مباشر اتجاها إجباريا بالنسبة إلى الرياض ودليلا على فشل الأخيرة في مجاراة حليفتها على الأرض.
ـ طعنة في الظهر:
في هذا السياق تقول صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان جمع الصحفيين المحليين في الرياض لحضور إحاطة نادرة غير رسمية في ديسمبر الماضي ووجه فيها رسالة مذهلة وقال إن الإمارات حليف بلاده منذ عقود، "طعنتنا في الظهر".
وفق الصحيفة ذاتها قال بن سلمان للمجموعة أيضا "سيرون ما يمكنني فعله" وفقًا للأشخاص الذين حضروا الاجتماع. اندلع الخلاف بين محمد البالغ من العمر 37 عامًا ورئيس دولة الامارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مما يعكس التنافس على القوة الجيوسياسية والاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط وأسواق النفط العالمية.
ونشرت الصحيفة تفاصيل أكثر قائلة: في ديسمبر بعد تصاعد الخلافات بشأن سياسة اليمن وقيود أوبك دعا محمد بن سلمان إلى الاجتماع مع الصحفيين.
وأكد أنه أرسل إلى الإمارات قائمة المطالب وفق مصادر كانت هناك وحذر محمد بن سلمان من أنه إذا لم تتماشى الدولة الخليجية الأصغر مع الصف فإن المملكة مستعدة لاتخاذ خطوات عقابية مثلما فعلت ضد قطر في عام 2017 عندما قطعت الرياض العلاقات الدبلوماسية لأكثر من ثلاث سنوات وقامت بمقاطعة الدوحة اقتصاديا بمساعدة من أبو ظبي.
كما قال محمد بن سلمان للصحفيين "سيكون الأمر أسوأ مما فعلته بقطر".
من جهته حذر محمد بن زايد سرا الأمير السعودي في أواخر العام الماضي من أن أفعاله تقوض العلاقات بين البلدين وقال مسؤولون خليجيون إنه اتهم ولي العهد السعودي بالاقتراب الشديد من روسيا بسياساتها النفطية واتباع خطوات محفوفة بالمخاطر مثل الاتفاق الدبلوماسي مع إيران دون التشاور مع الإمارات. وفق الصحيفة.
ـ خلاصة:
بعيدا عن البيانات الرسمية التي تصدر عن الجانبين من حين لآخر لتخفيف حدة التوتر إلا أن الخلاف بين البلدين وصل إلى مراحل متقدمة.
يشير التصعيد الأخير للمجلس الانتقالي في وادي حضرموت إلى أن الإمارات قد تكون اتخذت قرارا بالهروب إلى الأمام إن لم يكن ما حدث لجس ردة الفعل السعودية.
وفي ظل عدم ثقة الرياض بالمجلس الانتقالي الجنوبي سيكون الأخير أبرز الخاسرين خلال الفترة القادمة. على الأرجح ستتخذ السعودية المزيد من الإجراءات لتأمين نفوذها. من غير المستبعد أن تعمم تجربة مجلس حضرموت الوطني في محافظات جنوبية أخرى كشبوة وأبين وعدن.
من غير المستبعد أيضا أن تفرض السعودية عزلة خليجية على الإمارات في حال استمرت الأخيرة بتهديد نفوذها في الشرق اليمني.