صوت عدن/ تقرير خاص:

أقام أنصار الله الحوثيين يوم الخميس الماضي استعراضا عسكريا كبيرا في ميدان السبعين بصنعاء لأول مرة منذ تسع سنوات من الحرب شارك فيه الآف العسكرين من جميع قطاعات وتشكيلات القوات المساحة البرية والبحرية والجوية ولأول مرة تستعرض طائرات ميج 29 المتطورة والمروحيات والطائرات المسيرة كما أظهرت ثمانية انواع من الأسلحة النوعية الجديدة بمواصفات وتقنيات عالمية لاسيما الصواريخ الحديثة والمسيرات على اختلاف أنواعها في عرض عسكري مهيب ابهر العالم بقوة وقدرات أنصار الله العسكرية المنظمة بشكل فاجئ العالم والمحيط المحلي والإقليمي وهي ايضا رسالة قوية موجهة لادوات التحالف المحلية.
وقال مراقبون أن أنصار الله الحوثيين حافظوا خلال تسع سنوات من الحرب على وحدة وتماسك المؤسسات المدنية والعسكرية في ظروف بالغة التعقيد في ظل الحرب القاسية والحصار الأليم بل إنهم سعوا بكل الإمكانيات المتاحة الى إقامة صناعات عسكرية تشكل قوة ردع مهمة وحافظوا على الحد الأدنى من وجود الدولة ولم يسمحوا لبناء ميليشيات أو جماعات مسلحة خارجة عن النظام والقانون والمؤسسة العسكرية والأمنية بكل حزم ولا سلاح خارج سلطة الدولة واصبحوا يشكلون قوة عسكرية متماسكة ومنظمة تتطور باستمرار بل إنها قوة صاعدة في المنطقة بارادة وطنية حرة وشجاعة.
واوضحوا أنه في الوقت الذي فيه استطاع أنصار الله الحوثيين إعادة بناء أنفسهم ومؤسساتهم المدنية والعسكرية والأمنية والحفاظ على الدولة من الانهيار رغم قسوة الحرب والحصار وتفاقم المعاناة الإنسانية إلا أن التحالف بقيادة السعودية والإمارات الذي قال إنه تشكل للدفاع عن الشرعية في مواجهة الحوثيين منذ عام 2015 لم يستطع أن يحافظ على الشرعية ولا يحفظ للدولة مكانتها ولم يسع لتعزيز القدرات العسكرية والاقتصادية في المحافظات التي تحت سيطرة الشرعية بل أن التحالف بقطبيه المتصارعين السعودية والإمارات أفرغ الشرعية من محتواها ودمر المؤسسات المدنية والعسكرية وقضى على الجيش بضربات جوية دامية لصالح تمكين الميليشيات المناطقية ادوات الإمارات العابثة الخارجة عن النظام والقانون وقضى على كل أشكال الدولة لصالح الفوضى المدمرة والفاسدين والبلاطجة الذين يديرون اليوم عدن وبعض المحافظات الجنوبية الخاضعة لسيطرة ادوات الإمارات والتي تعاني من غياب الامان والعدل وانتهاك حقوق الإنسان والزج بالمعارضين السلميين من أبناء عدن والجنوب في السجون السرية الإماراتية التي تديرها ميليشيات الامارات بكل قسوة.
واضافوا أن الدولة ايا كانت هي الضامنة لحقوق الإنسان وتعمل على النهوض بالاوضاع المزرية وتصون السيادة الوطنية وكرامة المواطن حرص التحالف السعودي الإماراتي على القضاء عليها ليتمكن من نهب الثروات والموارد والسيطرة على الموانئ والجزر والمساس بالسيادة الوطنية التي تتعرض اليوم لانتهاكات خطيرة في ظل انهيار الدولة التي كان التحالف وراء ذلك الانهيار ولم يعد للدولة والنظام والقانون والسيادة من وجود فعلي على الأرض الجنوبية.
ولفتوا إلى أن التحالف السعودي الإماراتي كان بإمكانه أن يجعل من عدن جنة الله في الأرض ولكنه تركها مهملة ومتازمة تفتقد لأبسط الخدمات الأساسية المرتبطة بحياة الناس اليومية وتركها لعبث الفاسدين والعابثين والمنتهكين لحقوق الإنسان والمدينة وكذلك الحال بالنسبة للمحافظات الجنوبية الأخرى التي تشارك عدن معاناتهم جراء تدهور كافة الخدمات الأساسية وغياب النظام والقانون لصالح الأدوات العابثة .. منوهين أن التحالف يقف وراء انهيار العملة الوطنية وارتفاع الأسعار وتدهور الخدمات وانتهاك حقوق الإنسان واغراق عدن والجنوب بالفوضى المدمرة والمعاناة المأساوية .. متسائلين اين هي الشرعية التي يتشدق بها التحالف أين جيشها واين هي الدولة وكيف حال الجيش وماذا قدمت للشرعية من إمكانيات غير أنه اوجد ادوات رخيصة تلزم الصمت حيال انتهاكات التحالف في عدن خاصة والجنوب عامة ؟!.