صوت عدن/ تقرير خاص: 

عقب جولات طويلة وشاقة من المفاوضات المكثفة بين السعودية قائدة التحالف العربي وجماعة حركة أنصار الله الحوثيين وذلك برعاية عمانية وفي غياب كامل لقوى ومكونات الشرعية اليمنية بمن فيها المجلس الانتقالي تكللت تلك المشاورات بإعلان المبعوث الأممي لليمن هانس غرودنبرغ عن توقيع الأطراف اليمنية مطلع الشهر المقبل في مكة المكرمة على اتفاق يمثل خارطة طريق لإنهاء الحرب في اليمن ويفضي إلى تسوية سياسية شاملة تضع نهاية لحرب مدمرة استمرت قرابة العشر سنوات وخلفت اسوأ كارثة إنسانية في العالم.
ويقول مراقبون أن خارطة الطريق التي قدمها المبعوث الأممي هي خلاصة اتفاق بين حركة أنصار الله الحوثيين والسعودية وسيكون لزام على ادوات التحالف السعودي الإماراتي التوقيع عليها مع الحوثيين دون أن يبدي أي طرف فيها اعتراضه أو وجهة نظره أو ملاحظاته.

واعربوا عن الأسف بأن المجلس الانتقالي الذي يدعي حمله للقضية الجنوبية لم يكن أمامه غير الترحيب بخارطة الطريق الأممية والثناء على السعودية وسلطنة عمان للتوصل لذلك الاتفاق في الوقت الذي فيه لم تشر خارطة الطريق الأممية لا من قريب ولا من بعيد إلى القضية الجنوبية التي تم تغييبها من ذلك الاتفاق.
واوضحوا بأن ترحيب المجلس الانتقالي قد أكد بما لا يدع مجالا للشك بأن قيادته لا موقف لها ولا ثبات في قضيتها التي طالما ادعت أنها الممثل الوحيد لها وأنها لم تقبل باتفاق يتجاوزها وهاهي خارطة الطريق لإنهاء الحرب في اليمن تتجاوزها ويخلو الاتفاق من ذكرها أو حتى الإشارة لها.
وكشفوا بأن الخاسر الوحيد من اتفاق إنهاء الحرب في اليمن هو المجلس الانتقالي ممثلا بقيادته التي فقدت قرارها الوطني المستقل وفرطت بالسيادة الجنوبية وكرامة المواطن وأدخلت الجنوب إنفاقا مظلمة من الفوضى والانفلات والمليشيات المناطقية والفساد وتدهور الخدمات ونهب الموارد وانتهاك حقوق الإنسان لصالح حليفهم الإقليمي الإماراتي الذي اوجدهم لتنفيذ أجندته والتفريط بالقضية الجنوبية وبتضحيات الشهداء والجرحى وباع الاوهام لشعب كافح طويلا من أجل استعادة دولته ولم يجد غير الخيبات والانكسار وفقدان الثقة بالانتقالي وقيادته.
وأشاروا إلى أن خارطة الطريق التي ترعاها اليوم الأمم المتحدة هي خلاصة توافق سعودي حوثي بوساطة عمانية شكلت منعطفا جديدا للسلام بين اليمنيين وجارتهم الكبرى ولم يتجرأ الانتقالي على مخالفتها بل لقد الجمت أفواههم وأعلنوا السمع والطاعة لولاة نعمهم وتكشفت للجنوبيين أن ثقتهم بالانتقالي لم تكن بمحلها وأنهم لم يكونوا سوى مجرد أدوات من أجل مناصبهم ومصالحهم الخاصة فرطوا بأحلام الجنوبيين الاحرار.