نصر صالح

   يُروج اليهود الصهاينة والإعلام الغربي مصطلح "الارض الموعودة" و"احقية عودة اليهود إلى فلسطين"، أو شيء من هذا القبيل.. والمقصود من ذلك -طبعا- تبرير إغتصابهم أرض فلسطين. 

   إن أحقية العودة، لا تكون إلاّ للفلسطينيين فقط، بخاصة فلسطيني الشتات، الذين تم تشريدهم من أرضهم بقوة السلاح وبالمجازر الفضيعة في 1947 و1948.

 أما اليهود الصهاينة، المغتصبين لأرض فلسطين، فقد جيء بهم من مناطق غربية مختلفة في أوربا الغربية واوروبا الشرقية.

 وتاريخيا الديانة اليهودية نزلت عبر موسى في  جبل سيناء، ثم عبرت مع العبرانيين أرض فلسطين زمن الكنعانيين، واليهودية دين وليست قومية ولا هي وطن. واليهود الاوائل، بظهور المسيحية ثم الإسلام، تنصر وأسلم غالبيتهم، وكذا اليهود في باقي الأقطار العربية.. والذين لم يتنصروا أو يسلموا وبقوا على ديانتهم، نقلتهم بريطانيا، بالترغيب وبالترهيب، من معظم مستعمراتها في المنطقة عام 1948م إلى فلسطين كما نعلم.

أما "الهيكل" وزعم وجوده في القدس، واعتبار فلسطين هي "ارض الميعاد" و"حصريتها على اليهود" (وبالذات اليهود الذين قدموا من دول أجنبية).. هذا الزعم مختلف على مكان وجوده، وربما أن اليهود (وتحديدا الصهاينة منهم) قد اخذوه عن المملكة البريطانية، سيدة إنشاء الكيان -وهي أيضا "سيدة الأكاذيب والتلفيقات السياسية والهرطقات الدينية في العالم"- كعذر وتبرير لتمكين الصهاينة من احتلال فلسطين التي كانت -بريطانيا- تحتلها قبلهم.. ومعروف أن الصهيونية هي حركة حديثة نشأت في أوروبا في حوالي القرن التاسع عشر على يد تيودور هرتزل، في حين أن اليهودية ظهرت في الألفية الثانية قبل الميلاد.

ويُقال أن الحديث، حول إقامة "إسرائيل"، كان يدور، في البداية (قبل وعد بلفور في 1917م)، بإنشاء دولة يهودية في أفريقيا أو جنوب شرق خليج عدن في جزيرة سقطرى اليمنية.. غير أن "بريطانيا ومعها فرنسا، كان لهما رأيا آخر، (بحسب ملاحظة السفير عبد الله الحنكي على مسودة هذه المقالة)، وهو أن تقام "إسرائيل" على أرض فلسطين، وجرى اقناع اليهود بذلك وعلى مراحل حتى تبناها هرتزل، والسبب أن بريطانيا وفرنسا صوبا اليها، بالذات، بعد حملة محمد علي باشا إلى الشام 1831 والحجاز 1833، وحرصت الدولتان على ان تقيما دولة يهودية معادية في فلسطين تكون حاجزا بين المشرق العربي ومصر حتى لا يلتقيان.. ومعروف دور نابليون في حملته حيث ركز على عكا منطلقا من هذه الفكرة الاستعمارية المتداولة بينهما".

وللعلم أيضا فإن زعيم الاتحاد السوفيتي جوزيف ستالين كان قد خصص لليهود موطنا خاصا بهم عام 1928م جنوب شرق روسيا، واسمها "بيروبيجان".. (قبل اغتصاب فلسطين بعشرين سنة)، ولا تزال باقية إلى يومنا هذا، وهي بحجم سويسرا، لكن الغرب والصهاينة يتجنبون نشر أمر وجودها في الإعلام العالمي الذي يسيطرون -عمليا- على غالبية وسائله، وبالتأكيد هم يغيبون ذكرها لأسباب تتعلق باغتصابهم فلسطين واستمرار بقائهم فيها.

أخبار متعلقة