صوت عدن: 

✍️ محمد عبد الواسع 

على الرغم من صعوبة و مشاق الحياة وقلة الحيلة في الحصول على وظيفة وانعدام سبل العيش الكافي لكثير من الشباب والشابات اليوم.. استطاعت فتاة في عدن التغلب على الواقع الحالي وان تلبس الجلباب في هيئة رجل للخروج إلى سوق العمل طلباً للرزق .. لكن للرزق الحلال للاعاشة والتكسب وإعالة أسرتها.

سهى الأشعري من بنات مدينة الشيخ عثمان في عدن ذات العشرين ربيعاً تخطت كل حواجز الخوف لترميها خلفها وبدأت تعمل سائقة على باص أجرة لنقل الركاب، خاص بها، منذ الصباح الباكر وحتى المساء في خطوط وشوارع عدن مثلها مثل الرجل، تدعي بصوتها النسوي الرقيق الركاب للصعود على باصها لتقلهم إلى وجهتهم المراد الوصول إليها.. 

كان البعض من سمعوا صوت سهى وهي تقول من على شرفة نافذة مقود الباص وهي تصيح على الركاب "شيخ خورمكسر.. شيخ الشعب.. شيخ دارسعد" تفاجأهم بصوتها الانثوي حتى ضنوا بأنه شئ لا يصدق وغير معتاد أو كاميراء خفية، ان يروا فتاة أو امرأة تعمل سائقا على حافلة ركاب تدعوهم للركوب معها او تقوم بهذا العمل الذكوري الذي اعتادوا عليه.

و تقوم سهى بمزاولة عملها اليومي بالوقوف في محطات نقل الركاب ومحطات التزود بالوقود متى أرادت تزود باصها بكمية بنزين لمواصلة عملها.

استطاعت هذه الفتاة بكبرياءها من كسر حاجز الارتهان والعالة على الغير لتعمل لها وظيفة خاصة تتكسب منها لقمة عيش حلال لها وأسرتها بعد أن رأت كثير من بنات جلدتها يمدن اياديهن لطلب المساعدة من الناس في ضل هذه الأحوال المعيشية الصعبة، وكادت بمقدورها شق طريقها كامراة في عدن ان تمتطي كرسي سواقة باص ركاب لتنقلهم إلى اعمالهم وجامعاتهم والذهاب بهم الوصول للأسواق ومنازلهم وقضاء حاجياتهم متى أراد البعض من ان ترافقهم سهى في بعض المشاوير الخاصة خاصة من النساء والعوائل.

وتعد سهى الأشعري ثاني امرأة في عدن تعمل في مهنة السواقة لباص نقل الركاب بعد المرحومة عيشة عرور التي عملت في فترات مضت في الستينيات وبعدها من السنوات من القرن الماضي وكانت اول امرأة تعمل على تاكسي خاص بها ومعروفة لكل أبناء عدن واول امرأة  سائقة لمركبة في الجزيرة العربية خلد اسمها ببناء محطة باسمها قبل العام 1990م في مدينة خورمكسر سميت بـ"محطة عيشة" خلف فندق عدن.


أخبار متعلقة