صوت عدن/ تقرير خاص:

يحل شهر رمضان المبارك هذا العام وأهالي عدن يعيشون أوضاعا خدماتية ومعيشية وإنسانية مأساوية وتشهد المدينة انهيارا غير مسبوق للعملة الوطنية ترتب عليه غلاء فاحش وارتفاع هائل لكافة السلع والمواد الغذائية ومتطلبات الحياة اليومية الأساسية وفي ظل تأخير صرف المرتبات لمعظم الموظفين للشهر الثالث على التوالي وفي ظل سياسة ممنهجة تستهدف إذلال الناس بالتجويع ما أدى إلى فقدان المواطنين فرحتهم التي اعتادوا عليها عند استقبال الشهر الفضيل.

وقال مواطنون أن حلول شهر رمضان هذا العام يأتي وسط تفاقم المعاناة الإنسانية وعجز غالبية المواطنين عن توفير الحد الأدنى من متطلبات الشهر الفضيل التي اعتادوا عليها كل عام لتفشي الغلاء بشكل غير مسبوق نتيجة تواصل إنهيار العملة الوطنية وفقدانها الكثير من قيمتها فيما إمكانياتهم الضعيفة لم تمكنهم من توفير ما اعتادوا عند حلول شهر رمضان وبات الناس على شفا أزمة إنسانية ومعيشية قاسية ومجاعة كارثية.

واضافوا أن سياسة التجويع التي تفرضها سلطات الأمر الواقع بعدن تمثل انتهاكا خطيرا لحقوق الإنسان والقوانين الدولية الإنسانية وهي أن تفرض السلطات على الناس الموت جوعاً وهي جريمة تقع تحت طائلة القانون الدولي الإنساني الذي يجرم تلك السياسة التي تستهدف الإنسان في حرمانه من حقه في الحياة الكريمة الآمنة وصعوبة حصوله على القوت اليومي لاستمرار الحياة.

وأكدوا أن مظاهر الاستعداد التي اعتادوها لعقود طويلة عند حلول شهر رمضان قد اختفت ولم يستطع غالبية المواطنين توفير متطلبات الشهر الفضيل كما اعتادوا عليها خلال الأعوام الماضية .. لافتين الى أن رمضان أصبح بالنسبة لهم هو فرض وواجب يؤدونه ابتغاء مرضاة الله بعيدا عن أية مظاهر إحتفاء اعتادوا عليها وتميزت به في الماضي الأسر العدنية التي تعيش اليوم منذ عدة سنوات ظروفا معيشية واقتصادية بالغة القسوة والصعوبة وقلة وانعدام ما باليد في ظل عسر اليم فرضته عليهم سلطات الأمر الواقع العابثة بعدن والفاقدة لإرادة التغيير والعاجزة عن النهوض بالاوضاع المعيشية والاقتصادية والخدماتية المزرية.

ولفتوا إلى أن شهر رمضان المبارك يحل هذا العام وهناك مئات الأسر العدنية تفتقد أبنائها وعائلها وأطفال يفتقدون آباءهم ونساء يفتقدون أزواجهن وأمهات وآباء مكلومين لفقدان أبناءهم المخفيين قسراً والقابعين في سجون سلطات الأمر الواقع بعدن منذ سنوات دون مسوغ قانوني وما يزال مصيرهم مجهولاً ما يشكل مأساة إنسانية قاسية لا لجرم اقترفوه وجريمتهم أنها مناضلون احرار رفضوا التبعية والوصاية الخارجية وكان مصيرهم الاختطاف التعسفي والاعتقال والاخفاء القسري محرومين من زيارة عائلاتهم ما يضيف معاناة قاسية لتلك العائلات المكلومة التي قرعت كل الابواب لعلها تجد إجابة شافية عن مصير أبناءها طوال  تلك السنوات من القهر والحزن والموت كمدا وحسرة والعيش المرير دون أن يلوح بالأفق ما يبشرهم ويقشع ركاما من الالم من صدورهم.