يبادون عيانا بيانا.. ومن تحرك لنصرتهم شيطنه الأعراب !

بقلم/ نصر صالح 

   حملة تقتيل جماعية ممنهجة للفلسطينيين.. إبادة جماعية وتحت كاميرات الإعلام العالمي..  يشنها جيش "إسرائيل" عيانا بيانا ولم يصحو ضمير قادة دول العرب بعد، باستثناء الحوثي الذي اقدم يساند كفاح الفلسطينيين عمليا، ومحاولة فك الحصار عن أهل غزة، ولوقف الإبادة، لكن ذلك لم يرق لأعراب العرب فشيطنوه وسخّفوا عمله القومي والإسلامي والإنساني !.. وباستثناء حركة المقاومة الإسلامية (الشيعية) في لبنان والعراق، لم تتحرك الكتلة "السنية" والتي تمثل 96 بالمائة من المسلمين، بل ان الاعراب المسلمين استنكروا موقف هذه الحركات النبيل والاسلامي والعروبي والإنساني وشيطنوها هي أيضا، إذ صادف أن هذه الحركات في لبنان والعراق شيعة، وداعمتها (وهي إيران) شيعية كذلك، ولأنهم شيعة اعتبروهم "روافض" (مصطلح "روافض" هذه جاءت من زمن بدء الخلافة الأموية قبل 1390 سنة لتستعمل اليوم في وجه الشيعيين من حركات المقاومة الإسلامية ضد إسرائيل).. بل - إن هؤلاء الأعراب المسلمون - يتهمون "الشيعة" انهم خارجين عن الدين لانهم كأجداد اجدادهم رافضين لحكم معاوية ويزيد (بأثر رجعي مذ ذاك الزمن السحيق) !..

   واقعا بعد رحيل جمال عبد الناصر ماتت روح القومية العربية والنخوة العربية والواجب العربي تجاه الأمة ونصرة لفلسطين.. وللأسف بعد رحيله خلفه في الزعامة، كيانات الخليج، مستقويين بمال النفط الوفير (وهي معروفة تاريخيا انها عميلة للغرب الاستعماري وصنيعة بريطانيا منشئة "إسرائيل" وحامية بقاءها).. والنتيجة كما نرى ونسمع ونعيش هذه الحالة المخزية للعروبة.. وبدل أن يسعى العرب لتحرير فلسطين العربية انحاز معظم قادتهم لصف العدو الإسرائيلي، وشيطنوا كل من يسعى أو يقوم بواجبه في دعم الفلسطينيين لاستعادة أرضهم التي اغتصبها صهاينة اليهود بالمؤامرة وقوة السلاح. والأدهى والأمر أنهم - بكل حقارة وسفالة - تراهم يدافعون عن "حق اليهود" المزعوم في استعادة دولتهم في فلسطين بناء على الأسطورة التي تزعم تشُردهم منها قبل 3 آلاف سنة ("الوعد الإلهي" حسب التوراة)، ويتحججون بالقرآن الذي ذكر "بني إسرائيل" في سورة البقرة.. طيب يا بقر، كيف لا يخطر ببالكم أن هؤلاء ليسوا هم "بنو إسرائيل" الحقيقيين الذين ذكرهم القرآن، وإنما هم فقط جيء بهم من مختلف بلدان الغرب.. ومع ذلك حتى لو افترضنا انهم بالفعل من نسل قدماء بني إسرائيل وأنهم ناموا "نومة أهل الكهف" لمدة 3 آلاف سنة وافاقوا وتذكروا أرضهم لا يجوز لهم فعل ذلك بعد مرور كل هذا الزمن السحيق وهم نيام في مختلف أقطار أوروبا.

   ولماذا لا يحق لسكان العالم المطالبة بأفريقيا باعتبارها موطن الإنسان الأول، ومنها خرج الناس لينتشروا في مختلف أرجاء العالم (بحسب الأسطورة وتخمين بعض علماء الأعراق والآثار)، بل ولماذا لا يحق - أيضا - لمن بقي على قيد الحياة من السكان الأصليين لأمريكا الذين أبادهم مغامرو وقراصنة أوروبا في القرن 15.. لماذا لا يحق لهم استعادة أرضهم من القتلة المستعمرين الأوروبيين الأمريكان والكنديين؟.. فهم - أي الهنود الحمر (شعوب المايا والتولتك) هم سكان أمريكا الأصليين، علما أن هذا الحدث تم في التاريخ الحديث المدون، وليس في تاريخ الخرافة أو التخمين.. مبني على أسطورة غيبية يدّعيها اليهود الصهاينة الذين احتلوا فلسطين منذ 1948، ويؤيدهم في ذلك "المسيحيون الصهاينة" من قادة دول أوروبا الاستعمارية.. والاعراب عندنا.

أخبار متعلقة