صوت عدن:


تشهد مفاوضات الهدنة في قطاع غزة مساعي متواصلة لإبرام اتفاق تهدئة مؤقتة، وتنتظر لقاء «حاسماً» بين الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأسبوع المقبل.

وأكدت تسريبات إعلامية إسرائيلية، الخميس، أن «(حماس) باتت موافقة على المقترح تحت ضغوط الوسطاء، وينتظر إعلانها»، فيما أكد خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أن الضغوط متواصلة من الوسطاء على كل من الحركة الفلسطينية ونتنياهو، متوقعين أن تعلن نتائج المحادثات في لقاء ترمب ونتنياهو بأقصى تقدير.

وتأمل إسرائيل أن «تتكثف جهودها للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن قبيل زيارة نتنياهو إلى واشنطن الأسبوع المقبل»، وفق ما نقلته «تايمز أوف إسرائيل»، الخميس.

وذكرت القناة «12» الإسرائيلية، مساء الأربعاء، نقلاً عن مصادر مطلعة على المحادثات، أن إسرائيل مستعدة الآن، وللمرة الأولى، للانخراط في محادثات حول إطار شامل لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة، من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق سراح جميع الرهائن الخمسين المتبقين لدى «حماس».

وصرح مسؤولان مُشاركان في المحادثات لقناة «i24NEWS» الإسرائيلية، الأربعاء: «للمرة الأولى، ثمة تفاؤل حقيقي بأن (حماس) ستوافق»، لافتين إلى أن «قطر تمارس ضغوطاً هائلة على الحركة».

وفي منشور على موقع «تروث سوشيال» نُشر الأربعاء، حذّر ترمب «حماس»، قائلاً: «آمل، من أجل الشرق الأوسط، أن تقبل (حماس) الصفقة؛ لأنه إن لم تفعل، فستزداد الأمور سوءاً بالنسبة لهم، لا أن تتحسن».

فيما نقلت «رويترز»، عن مصدر مقرب من «حماس»، الخميس، قوله إن الحركة تتطلع للحصول على ضمانات بأن الاقتراح الأميركي الجديد بوقف إطلاق النار في غزة سيؤدي إلى إنهاء الحرب، بينما قال مسؤولان إسرائيليان لـ«رويترز» إن العمل على هذه التفاصيل لا يزال جارياً، مشيراً أحدهما إلى أن «إسرائيل تتوقع أن ترد (حماس) بحلول الجمعة، وأنه إذا كان الرد إيجابياً فإن وفداً إسرائيلياً سينضم إلى محادثات غير مباشرة لإبرام اتفاق».

ويتضمن الاقتراح «إطلاق 10 رهائن إسرائيليين أحياء على مراحل وإعادة جثث 18 آخرين مقابل الإفراج عن فلسطينيين محتجزين في السجون الإسرائيلية»، ويعتقد أن 20 من أصل 50 رهينة في غزة هم فقط الأحياء.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير مقرب من نتنياهو إن الاستعدادات جارية للموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار حتى مع توجه رئيس الوزراء إلى واشنطن للقاء ترمب يوم الاثنين، حسب «رويترز».

وكانت «حماس»، أفادت في بيان صحافي الأربعاء، بأن «الأخوة الوسطاء يبذلون جهوداً مكثفة من أجل جسر الهوة بين الأطراف والوصول إلى اتفاق إطاري وبدء جولة مفاوضات جادة»، مؤكدة أنها «تتعامل بمسؤولية عالية وتجري مشاورات وطنية لمناقشة ما وصلنا من مقترحات».

وقال مصدر قيادي مسؤول في حركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، إن هناك مقترحاً على طاولة المحادثات، ويشمل الإطار السابق الذي طرحه المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، وتم التعديل عليه من جانب الوسيط القطري، ويتضمن هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب نهائياً، لافتاً إلى أهمية تنفيذ 3 مطالب أساسية هي: وقف الحرب نهائياً، ودخول المساعدات، والانسحاب الإسرائيلي من القطاع.

لقاء حاسم

عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية الأكاديمي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور أحمد فؤاد أنور، يرى أن هناك ضغوطاً من الوسطاء تتواصل وأبرزها استدعاء نتنياهو الأسبوع المقبل إلى البيت الأبيض لبحث الاتفاق الذي بات وشيكاً إلا لو حدثت كارثة إقليمية جديدة مثل ضرب إيران مجدداً أو الحوثيين باليمن.

ويتوقع أن تقبل «حماس» بالاتفاق مع ضغوط تحدث حالياً وضمانات ستقدم وصياغات مرضية يمكن أن تنتهي لها المحادثات.

ويرى المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور عبد المهدي مطاوع، أنه لا بديل عن ممارسة الوسطاء الضغوط لأقصى حد على طرفي الحرب مع وجود فرص سانحة هذه المرة، مؤكدة أن هذه الضغوط ستصنع فارقاً، خصوصاً أن ترمب يقف وراءها بقوة هذه المرة.

ولا يعتقد أن إسرائيل تناور بموافقتها على المقترح، خصوصاً أنه قريب من مقترح ويتكوف وجاء بطلب أميركي، أما «حماس» فعليها ألا تمنح إسرائيل فرصة جديدة للتصعيد تحت ذريعة رفض الهدنة.

الفرصة الأكثر نضوجاً

واكتسبت الجهود الرامية للتوصل إلى هدنة في غزة «زخماً» بعد أن توصلت الولايات المتحدة إلى وقف إطلاق نار أنهى الحرب التي استمرت 12 يوماً بين إسرائيل وإيران، وسط تأكيد مسؤولين إسرائيليين أن هناك فرصة، حسب ما نقلته «رويترز»، الخميس.

وقال وزير الطاقة الإسرائيلي، إيلي كوهين، عضو مجلس الوزراء الأمني ​​المصغر الذي يرأسه نتنياهو، لموقع «واي نت» الإخباري، إن هناك «استعداداً بلا شك للمضي قدماً نحو اتفاق (لوقف إطلاق النار)».

يأتي هذا وسط انتشار غير مسبوق منذ شهور طويلة للجيش الإسرائيلي، مع اشتباكات عنيفة مع مسلحين فلسطينيين في مناطق مختلفة، خصوصاً شمال وجنوب قطاع غزة، وفق ما نقلته القناة الإخبارية الـ«12» الإسرائيلية، الخميس، لافتة إلى أن «العمليات تقرّب الجيش من السيطرة الكاملة على القطاع، لكنها تجرّ وراءها أيضاً مواجهات أكثر، وعدداً متزايداً من الخسائر».

وميدانياً، استمرت الغارات الإسرائيلية المكثفة على أنحاء متفرقة من غزة بلا هوادة مما أسفر بحسب السلطات الصحية في القطاع عن مقتل 59 شخصاً على الأقل، الخميس.

وفي ضوء تلك التطورات، يرجح أنور، أن يتم الإعلان عن الاتفاق أثناء لقاء ترمب ونتنياهو الأسبوع المقبل في مؤتمر صحافي أو عبر الوسطاء، متوقعاً أن تكون هناك ضمانات أميركية شفهية بشأن إنهاء الحرب.

ويعتقد مطاوع أن «هذه الفرصة الأخيرة أمام (حماس) لإبرام هدنة، وكذلك الفرصة الأكثر نضوجاً للوسطاء، لذلك تواصل الضغوط مهم في هذه المرحلة لنصل إلى اتفاق قريب».

الشرق الأوسط