وسط شرعية متصدعة .. مراقبون : سلسلة من العوائق والعراقيل تصدم خطة بن بريك للإصلاحات وتحديات شائكة وخيبة أمل من التحالف
صوت عدن/ تقرير خاص:
تعيش العاصمة المؤقتة عدن خاصة ومحافظات الجنوب عامة أزمات اقتصادية ومعيشية وخدماتية وصحية وتعليمية بالغة السوء وتضاف اليها أزمة انهيار العملة الوطنية التي القت بظلالها القاتمة على تفاقم معاناة المواطنين جراء ارتفاع الاسعار والغلاء الفاحش الذي بات يهدد بمجاعة كارثية مأساوية غير مسبوقة في ظروف لم يعد فيها الراتب الذي أصبح يتأخر لاشهر بفعل فقدان البنك المركزي للسيولة ومع ذلك لم يعد يكفي لتوفير أبسط متطلبات الحياة الكريمة فيما الوطن المثقل بالصراعات يغرق بالازمات والفوضى والعبث والنهب والفساد وانتهاك حقوق الإنسان في غياب دولة لم تعد تقوم بواجبها نحو مواطنيها وشرعيته الحاكمة تفتقد للإرادة السياسية الشجاعة ولا بيدها القرار الحر المستقل.
وقال مراقبون أن الاقتصاد أصبح منهارا مع تفاقم الفساد وعدم توريد الايرادات المالية الى البنك المركزي بعدن الذي يعاني من عدم وجود السيولة الكافية حتى لصرف رواتب الموظفين بالاضافة الى أن كثيرا من الموارد تورد او توضع في حسابات خاصة لا سلطان للحكومة عليها في ظل تداخل الصلاحيات مع سلطات الأمر الواقع التي تتصرف خارج الأطر الرسمية وتضع نفسها دولة داخل الدولة وهو ما ادى الى تفاقم الازمات لاسيما الكهرباء والخدمات الأساسية المرتبطة بحياة المواطنين اليومية.
واوضحوا ان رئيس الوزراء السابق الدكتور أحمد بن مبارك عانى كثيرا من العوائق التي وضعت في طريقه حينما اراد النهوض بالأوضاع المزرية ولم تسمح له قوى الفساد والعبث من العمل لاسيما عندما أحال عشرات ملفات الفساد للنيابة العامة وتحوي مئات الملايين من الدولارات المنهوبة فتكالبت عليه القوى العبثية لتزيحه من رئاسة الوزراء وتاتي برئيس وزراء جديد لكنها تحول دون قيامه بواجباته للنهوض بالاوضاع المتدهورة.
واكدت ان رئيس الوزراء الخلف سالم بن بريك ورث تركة ثقيلة من المفاسد ووجد نفسه كما وجد سلفه سلسلة من العوائق والعراقيل تصدم خطته للإصلاحات العاجلة ووجد نفسه أمام تحديات هائلة حيث البنك المركزي يفتقد للسيولة المالية والموارد بيد سلطات الأمر الواقع وحكومته لم تجد دعم التحالف والمانحين مما وضعه في موقف لا يحسد عليه في ظل مجلس رئاسي يعاني من التصدع والخلافات والصراعات العبثية التي لم تكن لصالح انتشال البلاد من سوء اوضاعها المتردية.
من جانبه اوضح الناشط السياسي الصحفي صلاح السقلدي في ملخص عن لقاء جمع رئيس الوزراء سالم بن بريك بممثلين عن المعتصمين خلال اليومين الماضيين للتعرف عن مطالبهم في وقفتهم الإحتجاجية أمام بوابة معاشيق بكريتر عدن أن رئيس الوزراء أيضا يشكو بمرارة ، مرارة مغلفة بشيء من التذمر ، يشكو مثله مثلنا من سوء الأوضاع ومن انعدام الموارد وحالة الفوضى وفهمنا منه إن لا موارد متاحة بيده ولا دعم تحالف ، قائلا : لا شيء بيدي أنتشل من خلاله هذا الوضع ولكننا نعمل ، وأقرّ بحجم الفساد المهول الذي يلتهم كثيرا من الموارد ولكنه يبذل وحكومته كل ما يمكن فعله منذ وصوله الى عدن قبل ٣٥ يوما بحسب كلامه وبأنه يتفهم وضع الناس المؤسف وسخطهم على الأوضاع ، مؤكدا أنه سيفعل ما يقدر عليه.
ولفت مراقبون الى أنه لا احدا يعرف لماذا تخلف التحالف بقيادة السعودية عن تقديم الدعم المالي للحكومة الشرعية منذ مطلع العام الجاري أم أنه يئس من تقديم الدعم الذي يهدر في النفقات والصرفيات الحكومية التي تثقل البنك المركزي بعدن وتستنزف كل ما يقدم من دعم خارجي ولا يعود بشيء للنهوض بالاوضاع المتدهورة على كافة المستويات حيث اصبحت الحكومة تعتمد على دعم السعودية والدعم الخارجي دون أن تقوم بواجباتها التنموية نحو مواطنيها حتى مل الداعمون من الضجيج الاعلامي الرسمي عن اصلاحات لا وجود لها على الارض.