صوت عدن:


جددت الإدارة الأميركية اليوم الخميس تفاؤلها بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، في حين أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه لا يمكن التوصل إلى صفقة شاملة، وسط تواصل دعوات وزراء اليمين المتطرف الإسرائيلي لرفض أي تفاوض أو صفقة.

وتتواصل في العاصمة القطرية حاليا جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة -دخلت يومها الخامس- بين وفد يمثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ووفد إسرائيلي بهدف مناقشة تفاصيل اتفاق يضمن وقف إطلاق النار المستمر منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقال مسؤول إسرائيلي -بالتزامن مع زيارة نتنياهو لواشنطن- إنه إذا وافق الجانبان على مقترح لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما فإن إسرائيل ستستغل هذه الفترة لعرض وقف دائم لإطلاق النار يتطلب من الحركة الفلسطينية نزع سلاحها.

من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن الولايات المتحدة متفائلة بشأن التوصل إلى اتفاق، وأشار إلى أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف متفائل أيضا بأنه سيتم عقد محادثات غير مباشرة قريبا.

وأضاف روبيو "أعتقد أننا بتنا أقرب مما كنا عليه قبل مدة، ما زالت هناك تحديات، ومن التحديات الأساسية عدم رغبة حماس في نزع السلاح، يجب ألا تكون هناك أي رهينة، يجب الإفراج عن كل الرهائن، إذا أفرجوا عن الرهائن ونزعوا سلاحهم ينتهي كل شيء".

وبينما تستمر المفاوضات غير المباشرة في العاصمة القطرية الدوحة للتوصل إلى اتفاق قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن المفاوضات أحرزت تقدما ملموسا، وإن الاتفاق بات قريبا.

وجاءت تصريحات الرئيس الأميركي ردا على سؤال بشأن تقرير لموقع أكسيوس كشف عن اجتماع سري عُقد في البيت الأبيض بين ويتكوف والوزير الإسرائيلي رون ديرمر ومبعوث قطري، والدور الذي لعبه هذا الاجتماع بالمساهمة في تقريب وجهات النظر.

جهود مكثفة

في المقابل، جددت حماس تأكيدها أن قيادة الحركة تواصل جهودها المكثفة والمسؤولة لإنجاح جولة المفاوضات الجارية، سعيا للتوصل إلى اتفاق شامل.

وأكدت الحركة في بيان سعيها لاتفاق شامل ينهي العدوان، ويؤمّن دخول المساعدات، ويخفف المعاناة المتفاقمة في قطاع غزة.

وأشارت إلى أنها أبدت المرونة اللازمة، ووافقت على إطلاق سراح 10 أسرى، في إطار حرصها على إنجاح المساعي الجارية.

ولفتت الحركة في الوقت نفسه إلى أن النقاط الجوهرية تبقى قيد التفاوض، وفي مقدمتها تدفق المساعدات، وانسحاب الاحتلال، وضمان وقف دائم لإطلاق النار.

وأكدت أنها تواصل العمل بإيجابية مع الوسطاء لتجاوز العقبات وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني رغم صعوبة المفاوضات وتعنت الاحتلال.

لا صفقة شاملة

من جانبه، قال نتنياهو إنه يريد اتفاقا بشأن غزة، لكنه شدد على أن ذلك لن يكون بأي ثمن. وأضاف في تصريحات بالكونغرس الأميركي أنه يعمل مع ترامب لتحقيق المتطلبات الأمنية لإسرائيل، مؤكدا أنه لا يمكن تحقيق صفقة شاملة.

ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عنه قوله اليوم لعائلات المحتجزين "لا يمكنني إبلاغكم أن الصفقة ستتم لكن أعتقد أننا قريبون من ذلك ونحن نتقدم خطوة بخطوة وستكون لدينا أخبار طيبة".

كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن نتنياهو أنه أبلغ عائلات المحتجزين أن المفاوضات على إنهاء الحرب ستبدأ مباشرة فور التوصل إلى اتفاق هدنة 60 يوما، وأن حماس هي من ستقرر أسماء المفرج عنهم إن تم التوصل إلى اتفاق.

ومقابل نبرة التهدئة التي تحلى بها نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب في غزة واصل وزراء اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية دعواتهم لرفض التفاوض، إذ قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير "إنه كلما ازداد التفاوض على صفقات متهورة تزداد دوافع حماس لتنفيذ مزيد من عمليات الخطف".

ودعا بن غفير إلى وقف السعي نحو صفقة، قائلا إن حياة الجنود الإسرائيليين وسكان الجنوب أهم من أي تطبيع أو اتفاقيات اقتصادية، مضيفا "أقول لنتنياهو ممنوع التفاوض مع حماس، بل يجب سحقها".

وفي السياق نفسه، حذر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش من أن الانسحاب من مناطق سيطر عليها الجيش الإسرائيلي يعد طعنة في ظهر الجنود وعائلات من سقطوا في المعارك.

في الأثناء، قالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن سموتريتش ألغى معظم جدول أعماله اليوم، وسيجري مشاورات في ظل تقارير بشأن انسحاب جزئي من محور "موراغ".

بدوره، قال وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو إن رئيس الوزراء يدرك الخطوط الحمر، ويعرف جيدا الوزير بن غفير.

كما قال زعيم معسكر الدولة بيني غانتس مخاطبا نتنياهو "لا تعودوا من واشنطن حتى توضع خطة لإعادة المختطفين، وسافروا للدوحة ولا تفوتوا الفرصة، شعبكم يساندكم من أجل صفقة وستحظون بدعم سياسي، فالتحركات الكبيرة والمهمة لن تقابل بسياسات تافهة".

وتطالب إسرائيل بالاحتفاظ بالسيطرة على نحو ثلث القطاع، بما في ذلك محور موراغ بين مدينتي رفح وخان يونس، بالإضافة إلى الإبقاء على نظام توزيع المساعدات المثير للجدل الذي تتولاه ما تدعى "مؤسسة غزة الإنسانية" وتدعمه الولايات المتحدة.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

وقد خلفت هذه الحرب أكثر من 195 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم عشرات الأطفال.

المصدر: الجزيرة + وكالات