صوت عدن / تقرير خاص :

              
       

شهدت جميع مديريات العاصمة المؤقتة عدن فجر الثلاثاء أمطارا غزيرة مدتها لا تزيد عن ساعتين تضررت منها كثيرا مديريات التواهي والمعلا وكريتر المحاطة بالجبال والسائلات التي تجري فيها تلك السيول وتسببت في تدمير منازل وبنى الصرف الصحي وجرفت معها خزانات خاصة بالمياه تابعة للمواطنين كما جرفت سيارات وسحبت معها أطنانا من القمامة المتراكمة وجرفت معها اطنانا من الأتربة والحجار الى الشوارع والطرقات والأحياء الشعبية.
 كما تجمعت بحيرات كبيرة من مياه الأمطار لتستقر راكدة في الشوارع الرئيسية وداخل الاحياء السكنية وجعلت مرور المواطنين او تنقلهم عقب تلك الأمطار صعبا للغاية فبقى غالبيتهم حبيسي بيوتهم التي هي الأخرى تدفقت لداخلها مياه الامطار والسيول ليجدوا أنفسهم محاصرين بداخلها بشكل مأساوي ما وضع المدينة منكوبة وأهلها عرضة للأمراض والأوبئة وباتت سلامتهم تتطلب رعاية صحية رسمية يفتقدها الناس في الظروف العادية.
ووجه نشطاء مجتمعيون نقدا لاذعا للسلطات المحلية في عموم المحافظة لعدم إتخاذها الإجراءات الإحترازية اللازمة للتخفيف من حدة الخسائر المادية لاسيما وإن مركز الإرصاد الوطني كان قد أصدر تحذيرا من منخفض جوي قوي وذلك قبل أسبوع من وقوعه .. مشيرين بأن تلك السلطات تقاعست عن القيام بواجباتها وتركت المواطنين يواجهون منخفضا قاسيا في ظروف تشهد فيها البنية التحتية للعاصمة عدن إنهيارا شاملا وإهمالا ممنهجا جاء المنخفض ليكشف فداحة الإهمال وأن مئات الملايين من الدولارات التي صرفت خلال السنوات القليلة الماضية لإنشاء شبكة مصارف لمياه الأمطار وحواجز حماية وتعبيد طرق وإصلاح أخرى كانت كلها مشاريع خائبة وفاشلة عبث فيها الفاسدون بالمال العام وهو ما يتطلب اليوم من النائب العام إن كانت لديه إرادة شجاعة تحريك دعوى قضائية عاجلة للتحقيق لمحاسبة أولئك الهوامير الذين أضروا بعدن وأهلها وكانوا من أسباب نكبتها وإعاقة أي نهوض لأوضاعها المتردية.
واوضحوا أن المواطن العدني المنكوب الذي فقد اليوم ممتلكاته او تضررت لا يحتاج من السلطات المحلية إعتلاء المنابر والإدلاء بتصريحات مسكنة للإستهلاك الإعلامي المخادع بل يحتاج إلى مواقف فاعلة وإجراءات ملموسة ترفع عن المواطنين معاناتهم وخروجهم من وضع المأساة التي حلت بهم بكل مصداقية وعلى أسس وطنية فيها إخلاص للمسؤولية.