صوت عدن / تقرير خاص:

 يشهد مجلس القيادة الرئاسي حالة من الخلافات التي توشك أن تعصف بتماسكه ووحدته وذلك عقب القرارات الانفرادية التي اصدرها اللواء عيدروس الزُبيدي عضو مجلس القيادة الرئاسي رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي بتعيين عدد من الشخصيات المحسوبة على الانتقالي في مناصب رسمية في مواقع قيادية بارزة في عدد من المؤسسات الحكومية بالعاصمة المؤقتة عدن والمحافظات الجنوبية ما أثار ردة فعل غاضبة وإستياء بين مكونات الشرعية في المجلس الرئاسي وحكومته ما أدى الى رفض الرئيس العليمي لها ويصطف معه عددا من اعضاء مجلس القيادة.
وقال مراقبون أنه في الوقت الذي تشتد الأزمة بين مكونات الشرعية في المجلس الرئاسي وتكاد تعصف به على خلفية إنفراد اللواء الزُبيدي بقراراته خارج الأطر الرسمية والقوانين المنظمة لعمل مجلس القيادة سارعت السعودية قائدة التحالف العربي بإستدعاء اعضاء مجلس القيادة الرئاسي الى الرياض في محاولة بائسة لرأب الصدع وتجنب الانقسام وإحتوائه وقد أصدر عضو مجلس القيادة الرئاسي أبو زرعة المحرمي اليوم بيانا مقتضبا وبشكل مفاجئ نشره بمنصه إكس أحتوى بين مضمونه رفضا لقرارات اللواء عيدروس الزُبيدي أعتبر القرارات الفردية التي اتُّخذت خلال السنوات الماضية سبباً في الانقسام داخل المجلس ، مؤكدا أن العمل المؤسسي لا يقوم على الإنفراد في إتخاذ القرار ، كما أشار بأن عدم الإلتزام بالتفويض الصادر في قرار نقل السلطة والذي منح مجلس القيادة الرئاسي بكامل أعضائه الثمانية جميع صلاحيات رئيس الجمهورية وفق مبدأ المسؤولية الجماعية قد يعيق التقدم السياسي ويؤثر سلباً على العملية الانتقالية وتحقيق الإستقرار في البلاد ، موضحا أن هذه الممارسات من شأنها أن تؤدي إلى تدهور الثقة بين أعضاء المجلس وهو ما يعرقل جهود توحيد الصفوف وبناء مؤسسات وطنية فاعلة ، فضلاً عن تأثيرها السلبي على آمال الشعب في مستقبل مستقر ومزدهر ، وأكد أن الالتزام الصارم ببنود التفويض ومبدأ المسؤولية الجماعية في اتخاذ القرار يعد ضرورة قصوى لضمان سير العملية السياسية بسلاسة وأمان وتحقيق تطلعات اليمنيين في الأمن والاستقرار.
من جانبها جددت  السفيرة عبدة شريف سفيرة بريطانيا التأكيد على دعم بلادها للحكومة الشرعية، مشددة على أن الوحدة السياسية والانسجام بين مكوِّناتها ضرورة لا غنى عنها ، وحذِّرت في تصريح لها لصحيفة الشرق الاوسط الثلاثاء من أن أي انقسام لا يخدم سوى الحوثيين ، واوضحت بأنها تدرك تماماً حجم التحديات الخطيرة التي تواجه اليمن ، فالوحدة والتماسك السياسي إلى جانب تعزيز الحوكمة والمؤسسات وتقديم الخدمات كلها عناصر أساسية ، مضيفة : نحن واضحون أي انقسامات في القيادة تخدم فقط أولئك الذين لا يضعون مصلحة اليمن أولاً.
وفي تعليقها على القرارات الأخيرة التي أصدرها عضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي قالت عبدة شريف : أعتقد أن الأمر يعتمد بدرجة كبيرة على كيفية استجابة المجلس الرئاسي كله. ومن وجهة نظرنا أي خطوة تضعف وحدة القيادة أو تفتتها تصبُّ في مصلحة من يعمل ضد استقرار اليمن ووحدته.
وعلق مراقبون على تفاقم الأزمة داخل المجلس الرئاسي بأن تلك الازمات باتت مستفحلة وأن ذلك المجلس الذي ولد ميتا في الرياض حان الوقت أن ينحل وتعود البلاد للشرعية الدستورية والقانونية التي يمثلها الرئيس عبدربه منصور هادي من اجل وضع حد لتلك الازمات واعادة الامور للشرعية الحقيقية.
 وأتهم مراقبون قيادة المجلس الإنتقالي بالعمل على تقويض السلطة الشرعية بافتعال أزمات تحول دون التوجه للنهوض بالاوضاع الاقتصادية والخدماتية المتدهورة لاسيما وأن صدور قرارات اللواء الزُبيدي الانفرادية المفاجئة جاءت عقب انفراج الوضع المالي والتحسن للريال اليمني وتخفيض اسعار كافة المواد الغذائية والمشتقات النفطية لتدخل البلاد في منعطف يخشى أن تعيد الريال اليمني مجددا الى حافة الانهيار السابق
كما أتهم المراقبون قيادة المجلس الانتقالي بالتسبب بأزمة انعدام السيولة المالية من البنك المركزي بعدن والذي بات عاجزا عن صرف رواتب الموظفين المدنيين والعسكريين لأشهر ، لافتين أن اللواء الزُبيدي بصفته رئيسا للجنة الموارد المالية يرفض توريد الإيرادات والموارد المالية الى البنك المركزي وأنه يحتفظ بها في حسابات خاصة في البنوك وشركات الصرافة الخاصة ما تسبب بتفاقم أزمة انعدام السيولة وحرمان آلاف الموظفين المدنيين والعسكريين من حقهم في الرواتب ووضع أسرهم أمام كارثة معيشية إنسانية مأساوية وحرمانهم من الحياة الكريمة لعدة أشهر ، معتبرين ذلك انتهاكا لحقوقهم الانسانية وتصرفا يستهدف إبتزاز مجلس القيادة الرئاسي وحكومته للحصول على مكاسب شخصية يضمن الإنتقالي لمحسوبيه مناصب ولو كانت فوق معاناة وجوع وآلام النواطنين دون أن يخطو خطوة واحدة للنهوض بألاوضاع المزرية وتحسين الاوضاع المعيشية ، مشيرين بأنه كلما يحاول الناس تنفس الصعداء من ضيق الازمات المتفاقمة يلجأ الانتقالي لفتح أزمات جديدة بعد كل إنفراجة لتغرق البلاد بالفوضى والمعاناة المريرة والانقسامات وهو أسلوبه في الإدارة وهو نهج دأب التحالف السعودي الإماراتي على نهجه في المحافظات المحررة.