​ 
ياحكومة .. إذا كانت أحوالنا على ماهي عليه من ضعف وخذلان وهوان في وقتنا هذا ، أليس ذلك لأن كثيراً من رجالاتنا القيادية هم بالفعل مسئولون إلى حد كبير عما وصلنا اليه ؟ 
إذن أما آن لنا أن نُفعّل دور المرأة ونشجعهن على التقدم لتسلم المزيد من زمام الامور ، علهن يخففن من شطط الرجال بعد ان ذقنا الأمرين من اساليب الرجال؟ 
ام تريدون من هذا الزمن الرجوع الى الجاهلية ووادِ النساء ؟ 
هل يبقى لنا هنا مايستدعي المصارحة ؟ 

تبقى مسالة تصوير المراة العدنية وهي من يشهد لها التاريخ وهي من تنطبق عليها سمة الواقفات خلف كل رجل عظيم .. الا يعني انهن لم يكن عظيمات في كل مشاركتهن النضالية او الادبية او القضائية او السياسية او المدنية ومساهمتهن في بناء المجتمع من تعليم وصحة وادارة وثقافة ونساء اعمال ، او أن عظمة كل منهن إنما كانت تقترن بدورها المقصور على المساهمة في ' عظمة الرجل ' الذي تقف خلفه اليس اجحادا في هذا الظن وعلى قدر كبير من سطحية التفكير .. اليس مايدحضه هو القانون التربوي المستقر : ذلك ان فاقد الشيء لايعطيه ؛ فلو لم تكن كل واحدة من هذه السيدات اللامعات في المجتمع اليمني شمالاً وجنوباً عظيمة في ذاتها ، فمن المؤكد انها كانت ستفشل في تسبيب عظمة الرجل .. الأمر الآخر يكمن في خصوصية وطبيعة المراة العربية ذاتها بشكل عام والتي ظلت تتبنى دوراً معينا ونموذجامحدد للفعل له سمات خاصة عبر مختلف التاريخ العربي وكانما فعلت ذلك باختيار ربما يكون قد تم إما بفعل غزيرتها المتيقظة او وعيها الثاقب والا محدود .. كيف وهي التي اختارت في اغلب مراحل حياتها السالف دور المساندة والدعم ، منذ  ان كان الرجل يقوم بدور المواجهة في الخطوط الامامية ، وهذا ماتثبت لنا احداث الامس واليوم زمنا وعصرا  من ان المراة ايضا كانت تساهم وتحل وتمارس مهام الرجل عندما تستدعي الظروف والاحدأث لفعل ذلك فتنجز وتحسم وتصل وتمنع وتقطع وتقضي وتمنح بافضل مما يفعل أقوى الرجال . وتاريخنا العربي والمحلي الواقعي  ملىء بنماذج من النساء الآتي تصدرن لمهام القيادة في كل مراحلنا التاريخية الحرجة .

إذن لتُنصف المراة الآن وفيي هذاالوقت العصيب من مرحلة الصبر والتحمل  وفقدان اغلى فلذات اكبداهن وازواجهن .. اما آن الاوان بعد عقد المقارنات بين سياقنا والسياق الحضاري المتقدم ؟ 
من هنا اطرح تساؤلي وتساؤل كل امراة الخاتم لهذه المقدمة ؟ 

يبقى علينا ان نتصارح بان وتيرة تكرار نماذج النساء اللاتي تنكبن مهام قيادية ومسئولة ليس محدودة مطلقا وهي من جاءت بالقدر الذي ينفي سمتها بالضعف وانما يؤكد لها سمة القوة . لدورها العظيم النسّاج لوشائج الاستقرار الداخلي والحب العائلي وفعلها المفصلي المتفرد في مد شبكات الأمان والحنان الإنساني بدءا من المجال الاسري النووي ووصولا إلى المجال الاجتماعي القيادي الكلي ، بشكل يستغلق على افهام أغلب الرجال .
فهل أنتم يارجال السلطة والحكومة من هؤلاء ؟ 
الموضوع قابل للجدال . 

باسمي وباسم كل النساء عامة . 

نادية المفلحي .