مناضلة تصطف لذكرها الحروف  سموا والكلمات زهوا
من مواليد مدينة كريتر 1933م / توفيت في صنعاء في 13 يناير 2020م
سيرتها الذاتية تترى بمواقف ومفازات لا تنتهي ،  في زمن صعب شقّت رضية طريق نضالها وحاربت في عدة جبهات كانت عدن قد اعتادت رتمها الرتيب لكن رضية الثائرة  ناكشته وأيقظته من سباته بقرع أبوابه الصدئة ساعدها على ذلك وجود نخبة ثقافية تنويرية كانت ترعى حق ومشروعية تعليم المرأة سبيلا لنهضتها فقد ارتفعت في ذلك الوقت أصوات نخبوية كمحمد علي لقمان رائد التنوير الذي أصدر صحيفة (فتاة الجزيرة ) 1940 التي ترأسها وجدد من خلالها دعوته لتعليم المرأة .
  دخلت رضية مضمار الكلمة المكتوبة و المقروءة بقوة حيث كانت تملك قلما جرئيا مكّنها من النشر في مختلف الصحف التي تتابع إصدارها في
تلك  الفترة
اشتغلت رضية في كتاباتها على ثيمة تعليم المرأة وعلّقت رضية كثيرا من مشكلات وعيوب المجتمع على تهميش دور المرأة فيه وذلك على خلفية صوت ليبرالي تقدمي جديد تزعمه المفكر التقدمي  ( عبدالله باذيب )
بعد  خوضها غمار تعليم المرأة انتقلت رضية  إلى ثيمة الحجاب والسفور واصطدمت بالمؤسسة الدينية بسبب دعوتها إلى تحرر المرأة واعتبارها الحجاب عائقا يحول دون مشاركتها في الحياة السياسية والاجتماعية الفاعلة  وبحركة ذكية منها اسبغت على دعوتها للسفور فتوى دينية صرح بها الشيخ البيحاني إمام مسجد العسقلاني المعروف بميله للتعاطف مع قضايا المرأة
رضية والعمل الجمعوي
انضمت رضية لأول جمعية نسائية أسستها بريطانيا سنة 1943 م تحت مسمى ( نادي سيدات عدن) الذي أسسته بريطانيا سنة 1943 ثم انتقلت بعد تمرّدها وعدد من العضوات على الإدارة البريطانية للنادي بسبب تفرّد السيدات البريطانيات بأمور النادي الثقافية إلى جمعية المرأة العدنية  1956 الذي أسسته السيدة رقية ناصر وكانت هذه أول بوادر التمرّد النسائي الجريء على تابوهات النظام الاحتلالي
وكانت أنشطة هذه الجمعية امتدادا لنمط العمل الخيري السابق الذي وسم العمل في نادي سيدات عدن بيد أنه يحسب لهذه الجمعية إنشاء أول روضة أطفال في عدن إلا أن رضية الثائرة رفضت مجددا الانحباس في نمط الأعمال الخيرية المثالية ولعل الوضع العربي الزاخر آنذاك بحركات القومية العربية المتطلعة إلى التحرر من هيمنة قوى الاستعمار قد فردت ظلالها على كل البلاد العربية كانت  رضية تتطلع لفعل ينسجم  مع  ما تمور به الحياة العربية تطلعا إلى التحرر من الاحتلال البريطاني انسحبت رضية من جمعية المرأة العدنية وأنشأت جمعية المرأة العربية سنة 1961م ترأستها ووضعت لها نظاما انتخابيا ديمقراطيا يتم فيه تغيير الرئاسة كل سنة يتم ترشيح الإدارة بانتخابات دورية ، وأخيرا استطاعت رضية القلم الثائر الذي ظلّ الوضع السياسي للمرأة هاجسها الأول أن تنفرد بإطار خاص بها يحتوي وطنيتها وتطلعاتها التحريرية واصلت العمل الخيري وبعض الأنشطة الاجتماعية المتعارف عليها في الهيئات الجمعوية بيد أنها اتخذت ذلك ستارا تخفي تحته نشاطا سياسيا وثقافيا من خلال برامج الندوات الثقافية التي  قام بها نخبة من مثقفي عدن ويُحسب لرضية إنها بهذا قد نقلت العمل الجمعوي من صيغة العمل الخيري إلى العمل النوعي واتخذت رضية لجمعيتها شعارا ( وطن واحدة ومسؤولية مشتركة ) وكانت بهذا الشعار قد سبقت جميع الهيئات الوطنية بإعلان مساواة المرأة بالرجل وخرجت به من حيز المطالبة إلى واقع الحال .
لعبت رضية دورا كبيرا من خلال جمعيتها في الزحف الشعبي صوب المجلس التشريعي لرفض ضم ّعدن لمشروع الاتحاد الفيدرالي وذلك بالتنسيق مع قيادات وطنية كالمؤتمر العمالي رغم اعتقال قادة المؤتمر العمالي ومحاصرة رجال الصف الثاني في يوم الزحف الموافق 24 سبتمبر 1962 م المقرر بدء تحركات   7 أفواج من فندق إحسان التابع لوالد رضية أنيطت بالمرأة قيادة أحدها وانطلقوا  كالموج الهادر من الفندق صوب شارع الملكة أروى هاجمهم الجنود البريطاني ضربا  بالعصي نساء ورجالا وألهبت سماء عدن بقنابل حارقة ومسيلة للدموع كانت بين النساء 3 سيدات كبيرات بالسن هن خدوج الأصنج وفضيلة سالم علي وأم عبده خليل عندما سألتهن الصحافة من أين تعلمتن دروس الوطنية هذه أجبنه  نحن لسنا متعلمات ولكن لنا أبناء وطنيين هم الان في السجون ونحن تعلمنا منهم معنى الدفاع عن الوطن تمّ اعتقال رضية إحسان وصافيناز خليفة وحُكم بالسجن عليهن لمدة 10 أسابيع
كانت أمنية المناضلة رضية أن تجد يوما شارع الملكة أروى وقد أصبح تحت مسمى شارع الزحف المقدس نسبة لهذا اليوم الخالد الذي شارك في صناعته رفضا وأسلوبا وفكرة كل بيت عدني  من النساء والرجال.
خرجت بعدها رضية لتنفذ مخططا آخرا وهو تشكيل وفد من 25 عضوة من الجمعية للسفر  للمباركة بنجاح ثورة 26 سبتمبر  في الشمال واستقبلن من قبل الحكومة والشعب بالترحاب والفرح 
رضية والاعتصامات
خططت رضية مع نساء جمعيتها  خطة لاعتصام تنفذه  زوجات وأمهات المعتقلين بعد انفجار قنبلة مطار عدن 10 ديسمبر 1963  ودعت لاجتماع تعقده في فندق إحسان لكن جنود الاحتلال داهموا الاجتماع وقاموا باعتقال رضية وصافيناز خليفة وافرجوا عنهما وفي اليوم التالي تواصل الاجتماع لكن جنود الاحتلال تمكنوا من مداهمة الاجتماع للمرة الثانية و اعتقال رضية وسجنها لمدة شهرين ونصف لكن النساء نفذن الاعتصام الذي حصد اهتمام محلي وعالمي حيث أعلنت مصر تضامنها مع المعتصمات في قضيتهن ووصل إلى عدن وفد حزب العمال البريطاني للاستماع للمعتصمات وشكواهن
أعلنت رضية من معتقلها تضامنها مع المعتصمات وذلك بإضرابها عن الطعام لمدة 17 يوما حتى سقطت مغشية عليها مما أدى إلى نقلها للمستشفى ثم  إلى إطلاق سراحها ، كانت النساء قد أنهين الاعتصام بعد وساطة زين باهارون ، واصلت رضية تنفيذ الجزء الثاني من الخطة فور خروجها هذه المرة كان الاعتصام في مقر حكومة الاتحاد زحفت النساء صوب البرلمان واقتحمنه قبل وصول الموظفين ولم يكن في المبنى سوى حارس واحد فوجئ 
باقتحام عشرات النساء للمبنى لم يستطع فعل شيء حيال هذا الهجوم 
 
وشرعت النساء بالهتافات يطالبن بالإفراج عن المعتقلين من رجالهن وبقي الموظفون خارج المبنى والشرطة محيطة بالبرلمان واستمر الاعتصام لمدة 4 ايام وصادف هذا الاعتصام شهر رمضان المبارك منعت قوات الاحتلال إدخال طعام الفطور والشراب للمعتصمات وقطعت الماء والكهرباء وأقفلت الحمامات على المعتصمات كوسيلة عقاب وتعذيب  ونجح الاعتصام هذه المرة بتعهد السلطان صالح بن حسين العوذلي وزير الأمن الداخلي والشيخ محمد فريد العولقي وزير الشؤون الخارجية وتمّ الإفراج عن كافة المعتقلين ليلة عيد الفطر المبارك من ذلك العام
واصلت رضية العمل النضالي من خلال جمعيتها التي شهدت انضمام المرأة للأطر السياسية المختلفة .
ظلّت رضية تحمل على عاتقها سفارة الكلمة بعد الاستقلال حيث تفرغت للدراسة الأكاديمية وألفت العديد من الكتب منها وثائق حرب اليمن 1994
عدن الخالدة ميناء عالمي حر / التعريف المبسط للشريعة الاسلامية/ مولد الحركة النسائية/ مشروعية التأمين/، أبي قزمان إمام الزجالين/ على قبورنا ستشرق الشمس، العقل يحاكم خالقه اخر صرخة منكرة في الغرب /

رحم الله المناضلة رضية إحسان ونحن إذ نستعيد ذكراها لنتحدث عنها بصفة الغائب الحاضر بيننا    
 في استعارة منا لاستعادة الماضي بما يفيد الحاضر