من المشهود به، وأنتَ تحتفي بالجهد النقدي الأدبي /الفكري الذي مافتيئتْ الناقدة الأديبةالبارزة الآن في المشهد النقدي العربي الصديقة (ميلو 
 عبيد) أنها تسعى بدأبٍ ملحوظ، وحيوية تفاعلية زاخرة بالمعرفة المتخصصة إلى بناء ذائقة جمالية فارهة فارة من قيود المألوف، قافزة من أسوار التقليدي، متخطية تخوم الاعتيادي، منطلقة أبداً إلى آفاق تروم بعناية لافتة إلى تحريك الساكن الثابت في الواقع الادبي/الشعري، وتنقية ما لحقَ به في الآماد قريبة وبعيدة المدى من تراكمات جُلُّها أفضتْ بنا إلى حالة من الجمود المُلَبد بغيوم الماضي التي لم تعد تمطر الإبداع إلا بالتكرار والإعادة المُفضيةإلى السير بحدقات مغمضة في طريق (ثقافة القطيع)!!  وكأن المنجز التراثي مقدس لايجوز الإقتراب منه، وانه يكتسب لغوياً على الأقل قداسته من المُنزَل الرباني الذي لايصحُ  المساس به 
والحال لقد تراكم لدينا ومنذ آماد طوال، وأجيال متعاقبات الكثير من هذا الطرح الذي رفضته مراراً وتكراراً كل الجهود التنويرية والنظريات من الحديثة إلى( الحداثة) إلى( الحداثوية) إلى مابعد( الحداثوية) وصولاً إلى مانحن بصدده الآن من مطالبة ملحة تتغيأ انجاز قراءات نوعية تهذب كل الماضوي، تفككه تنقده، تفند اتجاهاته، وتعمل على إعادة بنائه لااعادة انتاجه!! 
والحق أن الخائض في عباب هذا البحر المتلاطم من الرؤى، والأفكار والنظريات يجد نفسه بحاجة إلى قول نوعي وبالتالي إلى متلقٍ نوعي يفقهُ مايُقال!!.
كنتُ منذ أيام ضيفاً على قراءة تعليقية لافتة قدمتها (ميلوعبيد) بمثابة نقد النقد لقراءة بنيوية كان تفضل بها الناقد الكبير(باسم الفضلي)،لقصيدة الشاعر(عبدالجبار الفياض)، وكان لها مالها
وكان (السّياب) موضوعها في قصيدته، أي قصيدة(الفياض:(السياب يموت واقفاً).
@@(الدراستان) وقراءة القراءة، أونقد النقد للزميلة (ميلو) موجودة على صفحتها لكل من أراد الرجوع إليها، وعلى صفحتها هذه-ميلو -أجدني وقد وعدتُ أقول في نقاط موجزةبمايسمح به المقام مايلي:
*من عتبة النّص المدروس(السّياب يموت واقفاً)نجد أنفسنا تجاه تناص واضح لاتخطئه عين المتابع مع مقولة من المتدوَال العام الذي أصبح بمثابة الملكية العامة، ماذكرني  على سبيل المثال لاالحصر بالمجموعة القصصة البديعة للقاص (حيدر حيدر) والتي صدرت منذ عقود موسومة بِ(الأشجار تموت واقفة)، وهي، كما اشرتُ من المتدوَلات القارات منذ زمن بعيد في ذاكرتنا القرائية، وهي من حيث المبنى والمعنى والفكرة صحيحة كل الصحة، ولاغبار على ذلك. 
*مايهمني بهذا الصدد وإزاء مثل هكذا قراءات نقدية حداثوية هو بالتحديد :كيف نؤسس لمنهج تكاملي علمي وعملي يُفضي إلى مبتغانا في أحداث اختراق نقدي نوعي يوجه  المسار القرائي وِجْهةًغير مكتشفَة بعد!! 
@@لقد أراد (رولان بارت) موت المؤلِف، ليتسنى له القيام بتحليل الّنص دون تحرّج، وخارج الاطار البئيوي لصاحبه، وهوالامر الذي، لم يحالفه الحظ في، كثير من الحالات، فكل مبدع/شاعراً كان أوغيره هوكائن ملوذبلحظته مكاناً وزماناً وشعوراًانسانياً يميزه عن سواه!! 
@@(رينه ويلك) الذي تشيّعَ له أستاذنا الجليل الناقد العربي الكبيرد. (جابر عصفور) فمافاز بغير ترجتمهِ إلينا وشرحهِ لنا!! 
@@إذن اين نحن عربياً من كل ذلك؟!! 
##البنيوية، التفكيكية، التجريدية، التجريبة وغيرها ماقبلهاومابعدها
كلها لم تستطع -كما ارى-أن تقدمنا للآخر بخصوصيتنا الإبداعية العربية التي نرومها، 
@@ماأراه حتى الراهن المقروء هوأن نتوفر على منهجية خاصة بنا، وتلك كما تتبدى لي مهمة شاقة، وسهلة معاً دعوني أجيب لماذا وكيف، 
*من المعلوم ان المنهج الوصفي التحليلي هو مفتاح المناهج، وهو وان بدا أمراً مسلَمابه الاان وجوده لازماً ،لكن فاعليته تتحقق عندما يتكامل مع معطيات المناهج الاخرى أياً كان أصحابها ومواطن ظهورها وتخلّقها، بروزها وخفوتها، بل وتجاوزها كضرورة تصيرية لمسارات الحياة والفن والابداع!! 
@@أليس بمقدور النقدية العربية اليوم أن  تتزود بكل ذلك وتخلق لنا منهجاً خاصاً بها؟؟ 
@@ولنقرب اكثر من الموضوع المثار ،فسواء كان الأنموذج (السياب(أوغيره من المائزين في شعرنا الحديث) فإن القول :بأن النقد،والناقد،كثيراً مايحمِّل النّص والشاعر فوق مايحتمل،، فالشاعرالحقيقي لايخطط لنّصه قدرَ تعبيره عن مشاعره وعن لحظته الشعورية، كما أنه لايستحضر النقد والناقد حين يقول ،اويكتب !!
(لكَ الحمد، ان العطايا
رازيا، وان الجراح هدايا الحبيب(من مطولَة :(بدر شاكر السياب) :(سِفر أيوب-الأعمال الكاملة بدءاً من ص(248،ومابعدها) 
من هنا اتمنى أن انجز قراءاتي القادمة وفق ماقدمتهُ من رؤيا،وذلك إيفاءً،لوعدي للرائعة (ميلو عبيد) ولكم 
سلاماً للجميع، واجمل تحية.