خلسةً يتسربُ العمرُ

كرمالٍ بين أصابعي

وسهامُ الشَيبِ تغزو رأسي

ضاربةً بسواده

وحروبٌ تُشنُ 

هنا 

وهناك 

وينهارُ شعريَ متعباً على كتفي

ومازال قلبيَ يرعى الزهورَ ولهاً

ويقيمُ الربيعُ فيه ولائمَ وأفراحاً 

وكلما حاولَ يمسكُ بتلابيبِ الصبا

حيناً أملاً

وأحيانا كثيرةً سخريةْ...وبكاء

أفكرُ في رشوةِ الزمنِ المتهافتِ 

كيما يبطئ السيرْ 
 
فمازالت بحار الأشواقِ

 مترعةً

بكل الحبْ

بكل الذكرياتْ 

في سفوحِ السنينِ

التي وطأتها دروبُ الحنينْ

هنا كنتُ ذكرى صبيةٍ 

تحتضنُ الدنيا مرحا

وهناك عروساً 

بأجنحةِ  الحبِّ 

تحلّقُ مثل فراشةْ

وهنا أماً تبني 

مداميكَ مستقبلٍ للزهورْ 

أنفضُ عن ذكرياتي  الألمْ 

أفتشُ عن موجباتِ السعادةِ

 وأسرارِها

التي اختبأت وراءَ الزوايا 

وفي كل ثانيةٍ عشتـُها . 

احتسي قهوةَ العمر ِ

على مهلٍ وتأنِ

فمازالَ في قاعِ الكوب سكّـرْ ...