الحقيقة الاولى: 
إيران لن تدعم نظام ولاية فقيه مشابهة لنظامها في اليمن لاعتقادها أن ولاية الفقية يجب أن تكون واحدة او مرجعية واحدة لكل العالم الاسلامي، لذلك لا يمكن أن تؤيد ولاية فقية منافسة أو موازية لها.. بل أن ذلك يضرب مشروع ولاية الفقية الايرانية في صميمها وجوهرها.

الحقيقة الثانية: 
ان اسر المرجعية الزيدية اليمنية لم ولن تعتنق المذهب الاثنعشري لأن معنى ذلك اسقاط حقهم العملي والمذهبي في الامامة، وابطالها كذلك، بسبب حصرها عند الاثنعشرية.. في الاثنعشر إمام في الوقت الذي فيه الزيدية تتوسع عن الحصر في 12 إمام، بل لا تعترف بإمامة بعض الأئمة الاثناعشر. كما ان ذلك ينسحب على الزمن الماضي أي أن اعترافهم بالاثنعشر إمام يبطل إمامة كثير من ائمتهم ومرجعياتهم التاريخية، والحق التاريخي في الحكم.. ويخل بالتالي في أسس المذهب الزيدي الهادوي العريق. وزعم اعتناقهم الاثنعشرية زعم باطل وغبي.

الحقيقة الثالثة :
الاجتهاد في تخريجة صيغة (إمام و رئيس) او (إمام + زعيم + رئيس) المعمول بها اليوم صيغة غير قابلة للحياة، ليس بسبب تشبع الناس بفكر النظام الجمهوري، بل لأن معناها الإمامة عملياً والجمهورية شكلياً بتناقضهما، وتحمل في طياتها ازدواجة تؤدي لخلافات وصراع. ولعل أزمة اليوم انعكاس لها. كما انها صيغة احتكارية أنانية لحكم الأقلية ولا تأخذ بالحسبان شعور ورأي الغالبية في اليمن من غير معتنقي الزيدية والذين يمتلكون مدارس ومرجعيات كبرئ أكبر من المرجعيات الزيدية المحصورة في شمال الشمال، وأكثر وأكبر اتساع منها وعلى نطاق ليس اقليمي وحسب وانما دولي (كمدرسة تريم الصوفية والمدرسة الاسماعيلية) كما أن تلك الصيغة (اي صيغة الإمامة) كانت محصورة في شطر تاريخياً وتمددها الى خارجه كان يعتمد على القوة والغلبة والتي سرعان ما كانت تنهار ولا تصمد أمام ردة الفعل الموازية. ولعل النظام السابق (نظام الرئيس عفاش) استخدم نفس فلسفة الغلبة في الجنوب التي خلقت هذا الواقع لتثبت لنا بأن التجربة الفاشلة المعاصرة أكبر برهان.

الحقيقة الرابعة:
ليس منطقياً ولا يمكن فعلياً للسعودية وممالك وامارات شبه الجزيرة العربية أن يشنو حرب من أجل المحافظة على النظام الجمهوري المناقض والخطِر على انظمتهم. وبالتالي مشكلتهم مع انصارالله ليس موضوع الإمامة وفرض "النظام الجمهوري الديمقراطي الحداثي" كما يسوق البعض لهم، بل مشكلتهم هي الترويض وبيت الطاعة والوصاية، إضافة الى اطماع تاريخية في الأرض والجغرافية والموارد. اضافة الى اضعاف الشعب الذي ينظرون اليه كخطر مستقبلي يهدد عروشهم. وبالتالي اذا تحقق لهم ما يصبون اليه فان من مصلحة السعودية ودول الخليج ايجاد نظام امامي ملكي زيدي في اليمن وليس نظام جمهوري ديمقراطي.