غيب الموت امس الكاتب والصحافي المخضرم عبد العزيز بن ثعلب ( عزيز الثعالبي ) رحمه الله بعد رحلة كفاح طويلة بالقلم والكلمة الحرة الصادقة ، عمرها اكثر من نصف قرن ، عاصر خلالهااهم واعظم الاحداث التي مرت بها حضرموت ومربها الوطن . ولد في المكلا سنة 1945م . حائز على دبلوم الصحافة ، من اوائل محرري الصفحات الثقافية والرياضية في حضرموت ومعد البرامج الرياضية ، وظل لسنوات طويلة مراسل صحيفة 14 اكتوبر العدنية في حضرموت .
  لا اظن ان احدا لم يقرأ لعزيز الثعالبي ، سواء من جيلنا الدي جايله ، اومن الاجيال الجديدة ..فخلف تلك الابتسامة الدائمة ، والتواضع الجم كان الصحافي الذي يبحث عن الحقيقة ، ويلاحق الاحداث ، يزود قراءه اومستمعيه بكل جديد من مصادرها الموثوقة. 
  احب عبد العزيز بن ثعلب الكتابة الى حدالعشق ..واتخذ منها ليس مهنة ، بل وسيلة للتعبير عن خلجات نفسه وروحه الشفافة ..وقد كان ينقد ولايجرح ، وقال  مايريد قوله عبر القلم والكلمة مكتوبة اوعبر الأثير ، وظلت علاقته بزملاء المهنة علاقة حب مع اصدقاء أحبهم واحبوه ..ومع رؤساء ومدراء الصحف علاقة مراسلة قائمة على توخي الصدق والحقيقة .
  عرفته عندما كان مراسل صحيفة 14 اكتوبر في حضرموت ، وكنت حينها مدير التحرير ، وتعرفت اليه في عدن عندما كان ياتي لزيارتنا في الصحيفه ، فتشرفت بعبد العزيز بن ثعلب الانسان ..اعجبت بشخصيته وثقافته وتواضعه وذاكرته  وذكائه ..ذلك الذكاء الذي جعله بمنأى عن كل الصراعات والخصومات على كثرماعاش الكثير منها وعاشته البلاد طوال اكثر من نصف قرن . فصاحب القلم الحر والمشتغل بالكلمة لايسلم من الخصوم ومن الاذية .ولاشك ان تلك المسيرة الطويلة كان فيها العديد مما هو مؤلم ، والعديد مما هو محزن ، لكنه استطاع تجاوزها جميعا ..
  وقد اتخذ من عزيز الثعالبي ، ذلك المناضل والكاتب التونسي الذي كرس حياته لتحرير تونس من الاستعمار الفرنسي والدفاع عن قضايا الأمة قدوة له ، واسما يوقع به مقالاته وكتاباته اشتهر به اكثر من اسمه الحقيقي عبد العزيز صالح بن ثعلب ..وترك لنا تراثا من المقالات المكتوبة وربما مخطوطات لم تنشر فقد عاش وعاصر فترة من تاريخ حضرموت والجنوب واليمن والوطن العربي وكان شاهدا عليها ، ولم يكن بوسع صاحب ضمير حي ، وروح شفيفة ان يتجنب الكتابة عنها وقول رأيه فيها ..  

  لك الرحمة من الله عزيزي وصديقي عبد العزيز ..فلامهرب لنا من الموت لكننا حين يإتي نأخذه بالاحضان ..فمن لم يظلم لايخاف الموت بل يجد فيه الراحة والابدية ..