ما ان تناهى إلى علمنا خبر خروج الأستاذ الدكتور يحي قاسم سهل إلينا في منتدى الاثنين الأسبوعي لاتحاد الأدباء والكتاب فرع عدن.
          حرص كل منا على القدوم باكرا على غير العادة، وذلك كي لايسبق مجيئه مجيئنا، وحتى نكون جميعا في استقباله والترحيب به والفوز بمصافحته وعناقه. جئنا مبكرين يمتشقنا شوقنا لجديده وانسنا بوجوده وحلاوة وعمق وبلاغة احاديثه.
            شوق زاد من وجيبه انقطاع خروجه المنتظم إلى منتدانا الأسبوعي الذي كان فيه محور ومرجعية احاديثنا القانونية و الأدبية والثقافية والفنية والتاريخية التي كان له فيها باع هم واهتمام وبحث والمام.
       انقطاع قارب العام أو يزيد؛ انقطاع ماكان ليقف خلفه  ملل او سام أو هروب أو استسلام لفواجع والام  ايام هذا الزمان. وإنما كان انقطاع المكب والمتفرغ لإنجاز ما يبقى وينفع الناس ويأخذ بيدهم إلى مشارف  المعرفة والفهم والإحاطة بكل ماله صلة بتفاصيل حياة وثرا روحي وعقلي انبرت اوكادت سفاهة الحرب والفساد والإرهاب والقتل وسياسة التجويع المستفحلة أن تأتي عليها وتمسحها من الذاكرة والوجدان.
       انقطاع سخر فيه كل وقته وجهده 
إلا من محاضراته وبعض دقائق لقيلولته لافراغ وتدوين
 ماتراكم فى عقله وامتلأت به خافضات علمه وبحوثه وبحثه وكتاباته وقراءاته وتحليلاته وظهوره الخلاق والمبدع على خفايا وكوامن  وغايات المعرفة. لا فقط في مجال تخصصه الأكاديمي كاستاذ للقانون وإنما في مجالات عرف بغزارة معرفته واطلاعه عليها كالفنون من اغنية وموسيقا ومسرح وفي الأدب من شعر وقصة ورواية ونقد . وفي التاريخ من سير واخبار اعلام ...الخ بحوث ودراسات منها ما يقع تحت أيدينا ومنها ما نسمع بها وكتب لا يكاد يغيب حتى يخرج علينا بجديد منها يهبنا إياها تم يعود لغيبته ليعاود الظهور بالمزيد منها.
       حتى أنه إنسانا حسرتنا على مفارقته لمنتدى اتحادنا الأسبوعي وجعلنا نحب مفارقته تلك لما أصبحت تشكله لنا من مدد معرفي لا غنى لنا عنه.
       لم يكن يوم الاثنين الموافق ٨ نوفمبر ٢٠٢١م أول ظهور له منذ اختار عدم إهدار الوقت في غير التأليف والإبداع ولن يكن بالطبع الأخير. عندما اقدم علينا حاملا هذه المرة ثلاثة مجلدات لكل  واحد منا نصيب منها
     . يحوي بين دفتي كل منهم حصاد أشهر من الانكباب على الكتابة. ثلاث مجلدات إسلمنا بسلاسة  التنقل بين فهارسها لذات الدهشة والاكبار لما تحتويه.وان كانت دهشتنا هذه المره أوسع من سابقتها لكون دكتورنا واستاذنا يحي قاسم سهل جاوز كل محتمل يمكن توقعه. 
   إذ لم يكتب هذه المرة في تخصص محدد ولم يستهدف شريحة بعينها بل بدى في إنتاجه الأخير(أوراق من حصاد العمر) شامل التناول في مختلف المجالات القانونية والفنية والثقافية والأدبية.مهتما أكثر بالتفاصيل المعرفية الدقيقة والأكثر أهمية ، مما جعل مادة مولفه الشامل هذا ضالة كل قاريء ومهتم على مختلف مستوياتهم واهتماماتهم. 
       تحدثنا وتحدث معنا ناقشنا أكثر في ما سبق وانتج من كتب وما طرق وخلف من أثر. وتحايلنا هذه المرة أن نعيق سرعة عودته إلى خلوته بان  طلبنا حظوره الاثنين القادم لنتحدث في أول مجلد من حصاد عمره .فكان لنا مااردنا .
      قلنا فيه الكثير وبقي الكثير والكثير مما لم نقوله فيه.
       
.