مع كل الضوضاء والتلوث السمعي وفضاضة بعض مايبث في الإعلام المرئي لازال هناك متذوقين للفن الأصيل ، ورغم تفاهة وفجاجة وهشاشة بعض المسابقات الغنائية المدعومة التي لا داعي لذكرها في هذا السياق .. إلأ انها أعطت الفرصة للأصوات الشابة والدماء الجديدة الباحثة عن هوية ان تغني ولو بشكل لايخدم أصالة وثقافة الغناء العربي مما اثار فضول (الجيل المُغيب) ليبحث عن المغنيين الأصليين الراحلين والأحياء في عملية التنقيب والبحث عن التحف الغنائية الفنية  ذات القيمة والهدف والمضمون التي تخللت مسار رحلة مشوار أفذاذ الغناء العربي وأساطينه وأثارت صحوة فنية وشمت على الذائقة الجماعية ووجدانها ورسخت  على جدار الزمان والمكان  ..

  وفي حقيقة الأمر لم يكن ذلك مسعى وهدف القائمين على رعاية تلك المسابقات التي لاتحمل مشاريع غنائية ملتزمة ومن يقفون وراء دعمها المهول ووجودها في عموم المشهد الغنائي الفضائي العربي بصورة عامة ..

 انا شخصياً من مناصري المدرسة الفنية التراثية الأصيلة وأيضاً مدرسة مواكبة الخلق والإبداع والتجديد والإبتكار ولكن لابد من تقديم كل ذلك بشكل جديد دون المساس بجوهر  الهوية والملامح المتجذرة في اللحن الأصلي والأساسي وعراقة البعد الثقافي وملامحه وخصوصياته المتفردة الضاربة في جذور وأعماق الأرض والإنسان العربي ..

 فليكن مواصلة رحلة العطاء الفني الجديد المواكب لهذا العصر مع ضرورة وأهمية الأحتفاظ بعناصر البيئة والهوية والمذاق والنكهة التي تعطي الغناء العربي والشرقي واليمني حقوقه ومرجعيته وأصالته التاريخية والحضارية وعلى سبيل المثال لا الحصر تبني كنوز  الفن العراقي والمغربي واليمني وتطويرها لانها انهار من ابداع رفيع المستوى يحمل بين ثناياه ثقافات وطقوس ومناخات متعددة لما تزل حتى كتابة هذه السطور (بكراً) ..

 ولم تخدم كما ينبغي إعلامياً .. وغير معروفة كما تستحق بجدارة ولم تحظى بالرعاية في إيصالها بحرفية وتقنية حديثة للمستمع في كل أرجاء المعمورة ..

 بدلاً من الإهتمام بما يقدم من غناء هابط ومسخ يلوث الذايقة السمعية والبصرية ويعد من وجهة نظري ( نبت شيطاني )..