اقتحمت قوات مدججة بالسلاح مقر نقابة الصحفيين في التواهي عدن .

والاقتحام بحد ذاته سلوك مشين ومستهجن , لاي حق كان من حقوق المجتمع والناس والدولة .

ولن يجرؤ على القيام باقتحام مبنى لأكبر صوت مسموع , وقلم يكتب عن معاناة الناس , وينتقد ويحلل الاوجاع والمآسي , و كاميرا تنقل الاحداث والوقائع , الا نافذ تسلط وبغى , ولديه شعور انه اكبر من كل نظام وكل قانون , وكل دساتير الدول , وبروتوكولات العالم المعاصر , وحقوق الإنسان والصحافة .

لم يكن لهذا الاقتحام ان يحدث , لو كان المجتمع والنخب السياسية والثقافية والفكرية , تصدت لكل عقل متصلب , وفكر متعجرف , اقتحم بهستيريا مقرات أدوات المجتمع المدني , من نقابات ومنابر إعلامية , ومؤسسات حيوية .

على سبيل المثال لا الحصر , اقتحم المقر التاريخي , ومركز تخلق الحركة الوطنية اليمنية في الجنوب والشمال , الاتحاد العام لعمال عدن والجمهورية , وتجريفه من الكادر , والخبرات , والمهنية , وعلاقاته الدولية , وعضويته العربية والعالمية , من الوثائق , و الدراسات والأدبيات , لفرض تموضع أدوات تخلو من أي خبرة او مهنية , وتجربة او حتى ممارسة , أو وعي نقابي .

شباب لم يمتهن العمل ولم يتدرب في مساره النضالي والمهني , ولم يدرس أدبيات العمل النقابي ونظم وقوانين العملية , شباب بفضل الشطط الثوري والحماس والتهور , نط بكل سهولة ويسر لقمة العمل يديره بمزاج سياسي وثوري وبعقلية  ثورة ثورة لا إصلاح , العقلية التي هزمت أسلافنا , ودفعتهم للاعتراف أنهم كانوا شباب طائش , ذهبوا ولم تصل رسالتهم , لجيل لازال طائشا .

هو نفس طيش اقتحام مؤسسة 14 أكتوبر وصحيفتها الغراء , والفساد الذي انهكها واغلقها سنيين , واغلق وكالة سبأ للأنباء .

طيش تكبر وطغى لم يجد ما يكبح جماحه , و وجد سلطة ونفوذ يغطي ويرقع كل مساوئه بل فساده , عادت الصحيفة عودة المصاب المنهك , عودة المقهور و المكلوم , وبمكانه أدنى من مكانتها , وإدارة اقل من مستواها .

إذا استطاع رجال الصحافة والكلمة والقلم والصورة , دحر القوة المدججة , فهل يستطيع المجتمع في عدن حماية ارثه الثقافي والنضالي والإنساني , تاريخه المعاصر , ومعالم كفاحه المسلح ضد المستعمر , ونواة حركته الوطنية , من العبث , واستعادة ادواته المهنية , لتعود الروح للحركة النقابية والمبنى , ويستعيد المجتمع القه وحيويته , وقدرته على تشكيل راي عام , يشكل ضغطا شعبيا على البغاة .

لم يستطيع عفاش ولا نظامه من ان يصيب الضرر الذي أصابه بغاة اليوم , وطيشهم وتهورهم , وظلت عدن عصية على عفاش ونظامه , وستظل عصية على كل باغي ومتهور ومتعجرف , يرفض الخنوع للنظام والقانون ,ويستند على بندقية القبيلة والقرية , وتعصبها وتمنطقها , ولله في خلقه شئون