بعد ان ملأ سماعدن ضحكا وابتساما وفكاهة طوال ستين سنة تقريبا ، رحل ملك المنلوجست فؤاد الشريف  من هذه الدنيا الفانية مريضا باكيا حزينا على الجحود وقلة الوفاء والنكران ، مات فقيرا بدون وظيفة او دخل يليق بتلك الهامة الفنية السامقة!!! 
  الطيبون لامكان لهم سيدي في هذا الزمن ..
  والذين يحاولون رسم الإبتسامة في وجوه الناس الغلابة لامكان لهم ايضا سيدي ..
  والذين يحاولون نقد الظواهر السلبية سياسية كانت او اجتماعية في مجتمعهم ، لايثيرون سوى الضحك المؤقت وبعد ذلك لايلقون التقدير الذي يستحقون ..
  كنت ضمن قلة قليلة اخذت من فن المنلوج حرفة ومهنة ورسالة ، لكن كنت ملكهم واطولهم مثابرة واستمرارية وعمرا رغم الصعوبات والعراقيل وقلة الشعراء والملحنين لهذا النوع من الفن ، لكن ماان تطلع المسرح وتطل على جمهورك حتى تملأ المكان فرحا ومرحا وبهجة ورقصا بتلك القامة والجسم الناحل والسمرة والابتسامة البهية،  وتلك القدرة النادرة على إلقاء الفكاهة ..
  اما على الصعيد الشخصي ، فقد كنت ذلك الإنسان النبيل ، الصديق للجميع ، الطيب ، الودود ، الذي لاتفارقه الإبتسامة .. الذي لايعرف كيف يخاصم ، وإذا خاصمه احد كان المبادر إلى التسامح والتصالح ..كنت نوعا نادرا من البشر ، قلمانجد له مثيلا في هذا الزمن لكنهم موجودون في كل زمان ومكان ..وحتى في هذا كنت سيدا ..
  سنشتاق إليك عزيزي فؤاد .
 سنبحث عن منلوجاتك في أشرطة الكاسيت والفيديو .. سنضحك على خيباتنا ، ونشتاق لك ، ولذلك الزمن الجميل ..
  سنقول بحسرة: كان لدينا فتى فنانا اسمه فؤاد الشريف.. كان يحاول ان يصنع من حزننا فرحا ، ومن زعلنا ابتسامات، ويحاول إصلاح سلبياتنا واخطائنا إلى الأفضل.. حاول وإن لم ينجح في إصلاحها ، فيكفيه انه جعلنا نضحك عليها، ونسخر منها ..وشرف المحاولة.
  سنقول..ونقول ..
  رحمك الله عزيزنا فؤاد ..
وفي وسط احزاننا، سنفتقد الابتسامة والضحك وكلاهما لم يعودا موجدين منذ زمن ، وبعد رحيلك صاروا ثلاثة ...