تقول:  مت نلتقي؟ !
اقول:  بعد عام وحرب
تقول:  متى تنتهي الحرب؟
اقول:  حين نلتقي
                         محمود درويش
                   
                
كنت اتناول عشائي في مطعم بفندق موسكو القريب من الساحة الحمراء وسط موسكو عندما اقترب من طاولتي شخص اوروبي مؤديا تحية المساء ومستفسرا ان كان بإمكانه الجلوس لطاولتي فأذنت له،،،أوحى لي الرجل من شكله وطريقة كلامه انه من النوع الذي بمقدوره التقرب من الناس والانسجام معهم بسرعة، ،، 
طلب عشاءا ودار بيننا حديث طويل عن الأوضاع العربية والقضية الفلسطينية بعد ان عرف انني عربي قادم من عدن وكان قد قدم نفسه بأنه مواطن نمساوي وانه شيوعي، ،، من حديثه اكتشفت مايتمتع به من ثقافة سياسية عالية جدا،،،،
كانت الأوضاع العربية قابلة للانفجار وكانت بيروت تئن تحت ضغط كبير. وربما كان هذا السبب في خوض ذلك النقاش الطويل في مواضيع مختلفة ساخنه كان ذلك وقتها بالضبط، ،،،
خلاصة القول اننا خضنا نقاشا تفصيليا شمل نقاطا كثيرة ظهر فيها الرجل متحمسا ومناصرا للقضايا العربية والقضية الفلسطينية على رأسها وكانت آراؤنا شبه متطابقة مع اختلاف يكاد لايذكر في بعض التفاصيل الضغيرة،،،،،وكان الرجل يلاحظ مدى ارتياحي من النقاش ففاجأني بالقول: لكنك لا تعلم بأنني يهودي،،،،،أهذه دعوة لإعادة النظر في كل النقاش الذي خضناه ؟،،وهل كان يعتقد ان يهوديته سيترتب عليها نسف كل ماقلناه واتفقنا عليه،،،،
كان وقع هدا الطرح بصيغته التي طرحها غريبا ومفاجئا،،،،،فأبتسمت وقلت له انت يهودي وانا عربي وماذا في ذلك؟،،،كنا نخوض نقاشا سياسيا وفي امورالسياسة يختلف الناس ويتفقون ونحن اتفقنا لدرجة التطابق في الاراء،،،،انا لا يهمني انتماؤك ولاقوميتك ولا دينك، ،،أيهمني ان كنت تؤمن بمعتقدات دينيه ام كنت ملحدا، ،،،كل هذا لايهمني،،، لكن كلامه المفاجئ والغريب طرح علي سؤالا مازال يلح علي حول الشك والحذر والريبة واذا ماكانت جزء من النفسية اليهودية،،