يتعرض الشعب الفلسطيني منذ مايزيد عن 75 عاما وبشكل مستمر للقتل والقمع والتشريد وكافة اشكال الانتهاكات، والاقتحامات المتكررة ،والإستيلاء على المزيد من الاراضي وتحويلها إلى مستوطنات يهودية، وقطع التواصل بين الضفة الغربية وقطاع غزه ،حتى انه اصبح من الصعب إقامة الدولة الفلسطينية على ماتبقى من ارض فلسطين التاريخية، بعد ان استولت اسرائيل على معظمها في سياسة ممنهجة ومستمرة ،لافراغ الارض من سكانها الاصليين وبناء دولتهم الخاصة باليهود الصهاينة،كجزء من حلمهم الاكبر لاقامة دولة اسرائيل الكبرى من النيل للفرات كما جاء في نشيدهم الوطني الذي يتغنون به يوميا،،،وهذا النشيد لوحده يكفي لتقديمهم لمحاكمات دولية لما يحتويه من تهديد لشعوب المنطقة بالقتل والخراب والدمار.....
                       ()
وبالرغم من مرور هذه الفترةالطويلة من الزمن، واستمرار اسرائيل في سياستها الاحتلالية والعدوانية تجاه الفلسطينيين وجيرانها العرب، وتحديها لكل المواثيق والمعاهدات الدولية ومخالفتها لقوانين الحرب، فإنها لم تخضع يوما للمحاسبة والادانة ناهيك عن العقوبات بفضل تعطيل القرارات الدولية بحق اسرائيل وافشالها من قبل الولايات المتحدة
 الامريكية باستخدامها حق الفيتو إضافة لوقوف دول اوروبا إلى جانبها وهي دول استعمارية سابقة،،،
                        ()
جاءت احداث السابع من اكتوبر كرد طبيعي على كل الممارسات الاسرائيلية، ومدشنة فصلا جديدا من فصول مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال، فتحركت آلة الحرب الاسرائيلي لتمارس هوايتها في القتل والتدمير والخراب، مستخدمة اكثر الاسلحة فتكا في تاريخ الحروب، ووقف العالم مذهولا لما يجري امامه من مآس لم تشهد البشرية مثيلا لها من قبل،،،،،
مشاهد الحرب المأسوية ايقظت ضمير شعوب الارض فوقفت متضامنة ومساندة للشعب الفلسطيني الذي يتعرض للتطهير العرقي والابادة الجماعية، ومطالبة بنفس الوقت بالايقاف الفوري للحرب، ،،
                      ()
في هذا الوقت تحركت جمهورية جنوب افريقيا بدعواها لمحكمة العدل في لاهاي متهمة اسرائيل بالابادة الجماعية للفلسطينيين، ،،

تبعا لصلاحياتها قبلت المحكمة الدعوى المقدمة من جنوب افريقيا ضد اسرائيل وحددت وقتا لبدء عمل المحكمة، وفي الجلسات استمعت للدعوى المقدمة من جنوب افريقيا المكونة من 84 صفحة بذل فيها الفريق القانوني لها جهدا كبيرا. ثم استمعت للرد الاسرائيلي قبل ان ترفع  جلساتها...
 التأمت المحكمة بكامل قوامها بحضور وفدي جنوب افريقيا واسرائيل لاعلان حكمها وبعد ان اكدت المحكمة ولايتها القضائية ورفضها طلب اسرائيل برد الدعوى، اعلنت عن التدابير. الفورية الواجب اتخاذها ومنها:
 ●على اسرائيل إتخاذ جميع الاجراءات المنصوص عليها لمنع الابادة الجماعية في قطاع غزة واتخاذ التدابير الفورية بادخال المساعدات الانسانية لقطاع غزة
  ●على اسرائيل الالتزام بتجنب كل ما يتعلق بالقتل والاعتداء والتدمير،،،
  ●وعلى اسرائيل ان ترفع تقريرا للمحكمة بشأن كل التدابير المؤقتة المفروضة خلال شهر واجراءات اخرى،،،
هذه القرارت المتخذة بحق اسرائيل وإن خلت من الوقف الفوري للحرب تعد كرتا احمرا يرفع في وجه اسرائيل لأول مرة منذ انشائها عام 1948 وانتصارا للعداله الدولية،،،،وقد اتخذ القرار بمهنية عالية وشبه اجماع ،،،
وتهدف القرارات المتخذةلحمايةالمدنيين الفلسطينيين وتدعو لضمان الأمن لهم وتوفير مقومات الحياة لهم من تموين بالمواد الغذائية والمياه والكهرباء والدواء والوقود وعودتهم الآمنة الى مناطقهم،،،
 صحيح ان القرار لم ينص صراحة على وقف الحرب واطلاق النار،لكن ماجاء به القرار لايمكن تنفيذه إلا في ظروف سلمية وهو بهذا يعني إدانة لاسرائيل لجرائمها المستمرة منذ السابع من اكتوبر الماضي . وبالمعنى السياسي يعني هذا ايضاان الحلقة بدأت تضيق على اسرائيل فلم تعد فوق القانون ولاهي بمنأى عن المحاسبة لاهي ولا البلدان التي تساعدها عسكريا وماليا وسياسيا وكلها دول موقعة على اتفاقية منع الابادة الجماعية،،،،،
                       ()
بعد صدور قرارات المحكمة زاد سعار وصراخ اسرائيل واتهمت المحكمة بمعاداة اليهود ومعاداة السامية في وقت رحبت فيه بقية البلدان بقرار المحكمة،،،
 يضاف للترحيب الدولي تأثير الرأي العام وما احدثته المظاهرات المؤيدة للشعب الفلسطيني والمطالبة بالوقف الفوري للحرب من تغيير في مواقف الدول والتي كانت تقف الى جانب اسرائيل حتى ان رؤسائها وكبار مسئوليها زاروا اسرائيل في الايام الاولى للحرب تأييدا ومساندة لها، كألمانيا الاتحادية،،،،فقد جاء الموقف الالماني مغايرا لكل مواقفها السابقة،،ففي تصريح مقتضب لوزارة الخارجية على لسان الناطق الرسمي لهاابدى ترحيب المانيا بقرارات المحكمة واصفا إياها بالملزمة، وانه يجب تنفيذها وهذا كلام لم نكن نسمعه من قبل،،،،،،لكن هذا لايعني ان المانيا غيرت مواقفها تجاه اسرائيل فهي لازالت تخضع للابتزاز الاسرائيلي ماليا وعسكريا واستخباريا وسياسيا وديبلوماسيا بذريعة الهولوكوست الالماني الذي تعرض له اليهود في معسكرات الاعتقال النازية اثناء الحرب العالمية الثانية،،،،ومعلوم ان هناك شكوك حول حجم المحرقة واعداد ضحاياها ابداها بعض المؤرخين، ،،،لكن هذا ليس موضوعنا،،،،
التحية لصمود غزة والقطاع وللشعب الفلسطيني اينما وجد،،،