".......عودو لبلدانكم فهذه الارض ليست ارضكم"
                     (هيلين توماس) *    

يستمر بنيامين نتنياهو في عدوانه على غزة غير آبه بسقوط عشرات الآلاف من الضحايا من الفلسطينيين وغير مكترث لحياة المحتجزين الاسرائيليين لدى المقاومة ولاهو مهتم بصوت الضمير العالمي الذي يطالب بوقف الحرب والعدوان على غزة ولم يول اهتماما لمحكمة العدل الدولية التي وجهت اليه اتهاما بالأبادة الجماعية والتمييز العنصري ضد الفلسطينيين وطالبته برفع تقرير شهري للمحكمة عن ما اتخذه من إجراءات لوقف هذه الممارسات،،،، 
  
  لأسباب شخصية تتعلق بالانتخابات القادمة وللهروب من المحاكمة والسجن يستمر نتنياهو بسياسته المتطرفة تجاه الفلسطينيين ويرفض ايقاف الحرب. ولايستمع لطلبات العالم بهدنة انسانية لأجل ادخال المساعدات الانسانية
 للفلسطينيين ،،،،وهو مستمر في حربه حتى القضاء على من يسميهم الارهابيين ويقصد بذلك مقاتلي حماس وفصائل المقاومة الاخرى،،،،لكن ردالامم المتحدة لم يتأخر وجاء على لسان جريفيتس الذي قال ان اسرائيل دولة احتلال وان الشعوب المحتلة من حقها ان تقاوم الاحتلال. وان الأمم المتحده تعتبر حماس حركة مقاومة (وهذا التوصيف ينطبق على بقية فصائل المقاومه)  والتي لاتعتبرها ارهابية،،،،علاوة على الالتزامات والواجبات لدولة الاحتلال تجاه المناطق المحتلة وهي في حالتنا هذه غزة والضفة الغربية ....

  ولنفس الأسباب المتعلقه بالانتخابات يقدم جو بايدن كل انواع المساعدات لاسرائيل للتأثير على الرأي العام الامريكي في حملته الانتخابية ،،،لكنه اصطدم هذه المره بتحول الكثير من الامريكيين الى جانب الشعب الفلسطيني مثلهم مثل شعوب العالم الاخرى ماجعله يطالب بهدنة يتم خلالها تبادل للأسرى في شهر رمضان القادم،،،،وكل ذلك ليس له علاقة بالجوانب الانسانية لكنه متعلق بالانتخابات ومصالحه الشخصية فهو يخوض معركة انتخابية شرسة مع خصم شرس،،، 
ان ما يؤلم في النفس ان بايدن يدعم إسرائيل بكل انواع الاسلحة الثقيلة ذات التأثير المدمر. من اسلحة ذكيه واخرى غبية ثم يستغفل العالم بتصريحات من قبيل انه طلب من اسرائيل تجنب ضرب المدنيين. ،،،،،اذن مالذي اسقط كل هذا العدد المهول من القتلى والجرحى الفلسطينيين؟  
  أليست اسلحتهم؟ أوليس بايدن شريك نتنياهو في الجرم؟

كل يوم يزاد الوضع خطورة وصعوبة في غزة التي حرمت من كل مقومات الحياة فلا قوت ولاماء ولا ادوية ولاوقود ولا اماكن للايواء في وقت لا تتوقف فيه طائرات اسرائيل ومدافعها عن القصف،
،،،وفي الوقت الذي لم يعد فيه لدى الناس مايقتاتون به ولجأوا مضطرين لأكل اوراق الشجر ومواد اخرى لاتصلح الا علفا للحيوانات.
   قامت بعض الدول بقطع مساهماتها للاونروا بحجة ان بعض العاملين في الاونروا من الفلسطينيين شاركوا في احداث السابع من اكتوبر فيالها من حجة وياله من عذر،،،،
تدمير الحياة الممنهج في غزة من قصف وتدمير. وقتل للناس وتدمير المستشفيات ومقرات الاونروا التي يحتمي بها المواطنون اضافة الى تهجير وتشريد الفلسطينيين. كل ذلك يهدف الى تفريغ غزة من اهلها والزج بهم جنوب رفح الى سيناء داخل الاراضي المصرية،،،،لكن هذا الامر لم يتم ولن يتم في المستقبل بسبب صلابة الفلسطينيين وتمسكهم بأرضهم رافضين مغادرتها رغم ما يكابدونه من اهوال،،،،ولو تم هذا الأمر لاسرائيل لأنتقلت الى الضفة الغربية ودفعت بالفلسطينيين نحو الاردن ولسيطرت على الضفة والقطاع ولأنهت مايسميه الناس بالقضية الفلسطينية لكن الامور لا تتم بهذه البساطة ولايجري على هوى سياسيي اسرائيل المجرمين .
  مستغلة ظروف مصر المالية والاقتصادية قامت اسرائيل بتقديم عرض لمصر بعشرات المليارات من الدولارات عبر دول اخرى، مايمكن مصر من تسديد ديونها والمتبقي تستخدمه كما تريد فهذا شأنها وذلك مقابل ان تحتوي فلسطينيي غزة وتفتح لهم الحدود للانتقال إلى سيناء وتتعامل معهم بالطريقة التي تناسبها، ،،،لكن مصر. رفضت هذا العرض المهين،،،
من المهم هنا التذكير بأن كل مايجري في المنطقة جزء من مشروع الشرق الاوسط الكبير، مشروع تقسيم المقسم وتجزيء المجزأ ومحو دول وخلق اخرى .
  
       (وللموضوع بقية ...... )

  *الصحفية هيلين توماس
كبيرة مراسلي البيت الابيض 
 مناهضة للصهيونية والاحتلال الاسرائيلي لفلسطين.