يبدو من نظرة شاملة من هذا الاستطلاع الذي اجريته على (صفحتي بالفيس بوك) أن الأكثرية من الجنوبيين أصبحوا يتبرمون من الأوضاع التي وصلت إليها البلاد في الجنوب، ومن بعض سياسات المجلس الانتقالي بشأن وضع القضية الجنوبية وموضوع توفير الخدمات وتردي الحالة المعيشية ،والاقتصادية برمتها، ومن التجاوزات والعشوائية والمحسوبية التي يرتكبها بعض نشطاء وقيادات المجلس، والتي للاسف تقيد بالتالي على المجلس كله.
فهذا الاستطلاع -على محدوديته وبساطته، وغيرها من استطلاعات الرأي التي تكون نتيجتها سلبية للانتقالي -يجب أن ينظر إليها المجلس من زاويتين:
-الأولى::أن ثمة سخط شعبي ونخبوي حاصل بالفعل، لا يمكن التعامي عنه. سخط من وضع سيء، يستحق التوقف عنده وجعله ناقوس تنبيه،خصوصا وأن معظم من صوتوا سلبا بهذا الاستطلاع واختاروا الخيار رقم ٢ هم بالأصل حريصون على إيجاد حلاً عادلا للقضية الجنوبية ومؤيدون للانتقالي من ناحية المبدأ، وليس لهم حسابات ومصالح خاصة أو ضغينة معه، وانطلقوا بطرح رأيهم هذا من حرص لا من تشهير ،قد ربما شيء من الإحباط تملكهم لكنه العتاب الإيجابي الذي يجب أن يوصل للمعنيين بالأمر في الانتقالي، فقد طفح الكيل في نظرهم، ولم يبق في قوس الصبر منزع.
- الثانية: يفترض على الانتقالي أن لا يتلقى هذه الاستطلاعات بحالة يأس وقنوط،فما يزال يتمتع بشيء من الحضور برغم قتامة الوضع، ومن منطلق ان الانتقالي هو المتاح بالساحة يجب ألا نخسره ونعود للمربع الاول من الضياع…فالسياسة تتأرجح صعودا وهبوطا، كونها محكومة بظروف وعوامل أشبه رمال متحركة لا تستقر على حال.
.. فالاخذ بالاعتبار بحقيقة أن نسبة كبيرة من الجماهير بالجنوب ساخطة على هذا الوضع و عاتبة بقوة عليه بقوة الى حد ان البعص فضّل الانسحاب من الساحة وبات يلعن هذا الوضع ومن أوصل الناس إليه . كما في المقابل ان هذا التبرم ليس نهاية المطاف ولا يجب أن يكون مدعاة للإنكسار، فما يزال في الوقت متسعا لدى الانتقالي ليصحح ما أفسدته أخطاء سبع سنوات ممضت من السلب والتخبط والانانية والشللية،لا تخلو في ذات الوقت من مكاسب تم إحرازها.
وبالاخير هذه تهنئة للانتقالي وللجميع بذكرى تأسيسه السابعة.