قضية القضايا ملف "الكهرباء" في مدينة عدن، هذه البقعة الجغرافية الحارة، شبة الجزيرة، التي مازالت تتجرع الويلات بعد أن كان قد تغنئ بها البعيد قبل القريب، حين عرفت ولأول مرة دخول التيار الكهربائي الى احيائها، عام 1926م- على مستوئ منطقة الجزيرة العربية وغيرها من دول العالم .. ولكنها للأسف مازالت رغم هذا التاريخ العريق، تعيش، اليوم، وبالألفية 2024م_ في ظلام يكاد يكون دامس في جوانب حياة سكانها اليومية، فيما لايبذ أن هناك بصيص من أمل يمكن أن يبعث النور، ليضيئ أرواحنا المنهكة بشيئ من التفائل بغد أفضل في واقع صادم مع أرتفاع حرارة صيفها الحارقة كعادتة في هذة الأيام، لنتعايش مع برمجة الأنقطاعات في التيار الكهربائي لساعات طوال، أصبحت تتحكم بساعة نومنا البيولوجية التي فقدت بوصلتها.

        ويقولون أنها العاصمة "عدن"، وفريق أخر يطلق عليها مسمئ، العاصمة المؤقتة "عدن" .. وبين هذا وذاك، يستمر تعذيب سكانها مع أرتفاع حرارة الأجواء في هذة المدينة البركانية على أجسامهم السمراء النحيله، فيما يستمر الحزن أمام هذا الوضع الكارثي مع تزايد إعداد الوفيات لملاقاة خالقها من الذين لم تتسع مساحات المقابر لأيوائهم، ومنهم من توفي نتيجة أرتفاع ضغط الدم، وذاك بسبب نقض الأكسجين، وهكذا بالنسبة للبقية من الذين سبقوهم لأسباب مختلفة، ومنها تلك المرتبطة بإنتشار الوبائيات التي تعصف بسكان المدينة بين الحين والأخر.. أوبئة عرفناها بمسميات مختلفة دخيلة على المدينة، ولكن حقيقتها تكمن في أنها مازالت تحصد الأرواح من مختلف الفئات العمرية، أمام خذلان الجميع. 

      وملف الكهرباء، هذا الثقب الأسود، أستهلكت فية جميع الأحاديث، والمبررات، والوعود الكاذبة، من قبل كافة الجهات المسؤولة عنه، بإهمية وجوب توفير التيار الكهربائي في مدينة يعيش بعض سكانها على المولدات الكهربائية، والبطاريات، وغيرها من وسائل الشحن للطاقة الشمسية، لمن أستطاع إليها سبيلا، منذ قرابة عقد من الزمن، خاصه بعد الحرب التي أجهزة على ماتبقئ من كيانها الهش الذي كان يشكل حينها حالة مقبولة رغم الازمات التي كان يمر بها الوطن .. حتى عندما كانت هناك شبة دولة.

      والخوض في هذة القضية التي اصبحت الزاد اليومي لحياة العامة من أحاديث السكان، نتيجة مما يعانوه من عذابات بسبب تداعايتها على سير حياتهم لحظه بلحظه، أصبحت كالنفخ في بالونه مخرومة .. وكمواطن يعاني كبقية أفراد هذا المجتمع الذي تطحنة الأزمات، ويتقبل الوعود الكاذبة التي عفئ عنها الزمن على مضض .. فأني أحمل الجميع من  قيادات سياسية و احزاب و مكونات اخرى، مسؤولية مآلات الوضع الكارثي الذي وصلنا إلية نتجية غياب خدمات "الكهرباء" عن واقعنا المعاش في مدينة كانت منارة بين الشرق والغرب، بفعل مينائها الأستراتيجي في ذاك الزمان، وأدعوهم من هذا المنبر الى حل صراعاتهم السياسية، والوقوف بمسؤولية تاريخية أمام ضمائرهم لمعالجة هذا الملف الشائك العقيم، بشكل جذري.

      وخالصه "لله" لأ تمتحنوا صبر المظلومين، وعليكم التوجه الى العمل للحفاط على شعرة معاوية مع سكان مدينة عدن البسطاء، الذين تقلصت أحلامهم إلى درجة الصفر .. فالحدود وأن تجاوزت خطوطها، يرتفع ضغطها العالي، وتشعل فتيل لهب الأنفجار الذي قد لاتحمد عقباه، فاحذروا غضب رب العالمين والشعب.

والله من وراء القصد