صوت عدن/ تقرير خاص : 

تفاقمت ازمة الكهرباء أكثر من أي وقت مضى مع حلول فصل الصيف الحار والساخن وازدادت سوءا عند ارتفاع ساعات الإنطفاء الى اكثر من 18 ساعة مقابل ساعتين تشغيل وسط معاناة قاسية يعيشها المواطنون في عدن الذين بحت حناجرهم وهم يناشدون كل الجهات المسؤولة بتوفير الوقود اللازم لتشغيل محطات التوليد ولضمان كهرباء مستقرة ودائمة ولكن لا حياة لمن تناشد فهم مجرد اصنام لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم ولا تحرك ضميرا.
وقال مراقبون أن ازمة الكهرباء الخانقة تصاعدت وصارت مستعصية منذ عشر سنوات من التدهور والتردي دون ان تقوم السلطات الرسمية بفعل ما ينهض بتلك الخدمة المهمة لمواطني عدن واستمرت قوى الفساد بتعطيل كل الجهود المخلصة الهادفة تحسين خدمة الكهرباء وازداد التعطيل شراسة عندما تولى الدكتور أحمد عوض بن مبارك رئاسة الوزراء وكانت أولى زياراته لمحطات توليد الكهرباء وأبرزها زياراته المتكررة لمحطة كهرباء الرئيس بترومسيلة التي طالب بتشغيل كامل قوتها .. وعقد سلسلة اجتماعات عاجلة مع قيادة المؤسسة ووزراء الكهرباء والمالية ومحافظ البنك المركزي بعدن ووضعوا موازنة تشغيلة تفي لتوفير الوقود للمحطات بشكل دائم ثم قراره بوقف العمل بالكهرباء المستأجرة التي تستنزف مئات ملايين الدولارات لصالح العبث والفساد وتعطيل المحطات المحطات الرسمية كل تلك الإجراءات قلبت عليه قوى الفساد والعبث والتعطيل لتكشر أنيابها لأنه أستهدف مصالحها المتعارضة مع المصلحة العامة.

واكدوا أن كل محاولات رئيس الوزراء بن مبارك لإصلاح وضع الكهرباء المأساوي وتحسين الخدمات الأساسية المرتبطة بحياة المواطنين اليومية بالاضافة الى كبح الانهيار المتواصل للعملة الوطنية باءت بالفشل .. لافتين الى أن مافيا الفساد التي تستشري في مفاصل مكونات الشرعية تحول دون نجاحه وتفتعل عوائق صلبة بتأزيم الأوضاع وتعمل على افشاله تنفيذا لأجندات مشبوهة للنيل منه باعتباره أستهدف مصالحها الخاصة والحق بها ضررا من خلال حملته لمكافحة الفساد التي كشفت نهبا للمال العام يقدر بمئات الملايين من الدولارات وإحالته لملفات فساد عدة الى القضاء لتنال جزاءها القانوني الرادع وهو ما أدى الى اصطفاف تلك المافيا الخبيثة لتشن ضده حملات اعلامية وسياسية تطالب باقالته وتحمله مسؤولية الانهيار للاوضاع الإقتصادية والمعيشية والخدماتية .. منوهين الى أن بعض وزراء الحكومة تم تحريضهم من قبل قوى متنفذة عابثة على مقاطعة أجتماعات المجلس التي دعا اليها بن مبارك مرات عدة.

 وكان رئيس الوزراء الدكتور احمد بن مبارك قد قال الثلاثاء في ندوة حول مكافحة الفساد بالعاصمة المؤقتة عدن : «نحن ندرك تماماً تعقيدات هذه المرحلة والمقاومة الشرسة للتغيير والإصلاحات التي أصبحت واضحة للجميع» لكنه تعهد بألا يتوانى أو يتخاذل في كشف الفاسدين وإحالتهم إلى القضاء مهما كانت التحديات لأنه ليس هناك خيار سوى المواجهة والصمود .. مضيفا : إنه من المعيب «أن نبقى في مواقعنا» ونحن نرى هذا الأمر والفساد غير المقبول ، وجزم بأن مكافحة الفساد لم تعد خياراً بل أمراً حتمياً.
وأوضح : أن ما تعيشه عدن وغيرها من المدن وفي القرى يأتي بينما هناك ملايين الدولارات ومليارات الريالات تُصرف في غير محلها وهناك أشد الحاجة إليها في قضايا رئيسية .. مؤكدا بالقول : «من موقعي بصفتي رئيس وزراء ومسؤولاً تنفيذياً سأكون معكم إلى آخر المدى في قضية مكافحة الفساد مهما كانت التضحية في هذا الأمر وهي مهمتنا جميعاً وليست قضية روتينية». 

واوضحوا بأن مجلس القيادة الرئاسي هو الآخر جزء من المشكلة حيث يصطف بعد أعضائه مع رئيسهم في مواجهة رئيس الوزراء فيما اخرون يلزمون الصمت وكأن الأمر لا يعنيهم بشيء وبات المشهد العام واضحا بأن ذلك المجلس يعاني من التناقضات والخلافات والصراعات وتتحكم بقراره ومواقفه الولاءات الخارجية ولم تشهد البلاد منذ توليهم القيادة أي تحسن للاوضاع كافة بل تفاقمت وازدادت الامور تعقيدا وتوالت الازمات المالية والإقتصادية والمعيشية والخدماتية واصبحت تنذر بعواقب وخيمة من انهيار غير مسبوق للعملة الوطنية وتفاقم الغلاء وإرتفاع الأسعار التي تضاعفت واصبحت الرواتب لا تفي بتوفير أدنى الاحتياجات الأساسية للموظفين فيما اتسع الغليان الشعبي الرافض للاوضاع المزرية في ظروف يعيش فيها مجلس القيادة الرئاسي حالة من الصمت واللامبالاة وعدم اتخاذ اجراءات فعالة تصلح الاوضاع المتدهورة وبات واضحا عجزه وفشله وعدم قدرته على إدارة شؤون البلاد وتحسين أحوال العباد.