٤مايو...تهنئة بطَعم المُر للمجلس الانتقالي بذكرى تأسيسه
كان بوسع المجلس الانتقالي الجنوبي أن يحتفي بذكرى تأسيسه بالساحات العامة مع الآلاف من الناس بدلاً من قاعة مغلقة مكيفة وثيرة، محاطة بعربان قتالية واطقم مدججة لولا ان الأوضاع السيئة على كل المستويات وكل المجالات التي لا تُسر صديق ولا تغيظ عدو، ولمعرفته بأنه لن يقوى على الوقوف بالساحة امام صرخات الجياع و غضب المقهورين وهي تهتف بوجهه، ولهذا آثر التواري والاحتفال خلف الستار.
فتأسيس الاننقالي مثّلَ مكسبا للقضية الجنوبية بعد سنوات من تعدد الرؤوس وتكاثر الكيانات وصراعاتها وغياب ممثلا سياسيا لهذه القضية وهو الأمر الذي ظل يشكل نقطة ضعف القضية الجنوبية و(كعب أخيلها) داخليا وخارجيا، ولكن الاخطاء التي وقع بها المجلس افقدته الكثير من بريقه وزخمه وشعبيته التي كان يتمتع بها بالسنوات الأولى من نشأته.
اخطاء كبيرة وخطيرة يستعصي سردها بهذه العجالة...ومع ذلك ما تزال الفرصة امامه سانحة لتدارك ما حدث ويحدث ولو انها فرصة يتقلص قُطر دائرتها يوما إثر يوم.
وفي الوقت الذي نسجل تهانينا للانتقالي بيوم تاسيسه فأننا نتوخى منه القيام بمراجعة شاملة لمسيرته السياسية وتصويب ما حاد عنها،وبدرجة أساسية الجبهة الجنوبية الداخلية المتصدعة التي ليست على ما يرام برغم جهوده الطيبة بإطلاق حوار وطني جنوبي سجّل من خلالها مكاسب لا بس بها، وضرورة إعادة تقييم علاقته بالتحالف التي اصبحت محكومة ب( حُب من طرف واحد) وبشركااته الكارقية المنفلتة في الحكومة وفي الرئاسة،والألتفات بجد لمعانات الناس القاسية التي اهملها بشكل واضح وانصرف بانانية مريعة بعيدا عنها ليبحث عن المناصب والمكاسب والاثراء الغير مشروع في وقت يعاني فيه الناس الذين يتحدث باسمهم أقسى ظروف العيش وأبشع صنوف الإذلال.