وسط خلافات عميقة تعيق توافقه وإجتماعاته .. السعودية تسعى للإنقلاب على المجلس الرئاسي بإعادة تشكيله
صوت عدن / تقرير خاص:
*حراك سعودي وسط خلافات عميقة ، ومحاولات لإحتواء الصراع المحتدم*
تشهد العاصمة السعودية الرياض منذ عدة اسابيع حراكا سياسيا ودبلوماسيا مكثفا وحوارات بين شخصيات سياسية يمنية بهدف التوصل الى خارطة طريق تعيد هيكلة مجلس القيادة الرئاسي اليمني وذلك عقب تفاقم الخلاقات بين قيادات مكوناته التي برزت للسطح ولم تعد تخفى على أحد واصبحت حديث وسائل الاعلام في ظروف اصبح فيها المجلس عاجزا عن التوافق وعقد اجتماعاته وسط مطالبات دعت الى تدوير منصب الرئيس الذي اصبح متهما من قبل بعض اعضاء المجلس بالعجز عن القيادة وهي اتهامات تنبع عادة في اطار المناكفات السياسية والمكايدات التي تؤشر الى أزمة عميقة القت بظلالها على الازمات الاقتصادية والمالية والمعيشية والخدماتية في محافظات توصف بالمحررة وهي تعيش اوضاعا مزرية على كافة المستويات.
*إجتماعات تكشف خلافات تعصف بالرئاسي ومطالب بتدوير منصب الرئيس*
واوضح مراقبون أن قيادات مكونات الشرعية في المجلس الرئاسي باتت تعقد اجتماعات ثنائية منفردة عن إجماعها لترتيب اوراق الضغط .. مشيرة الى أنه في الوقت الذي يجري عضو مجلس القيادة اللواء عيدروس الزُبيدي لقاءات في الرياض مع سفراء الدول وصناع القرار العالمي لحشد التاييد لتدوير منصب الرئيس كان طارق صالح قد توافق مع اللواء الزُبيدي في وسائل الضغط على الرئيس رشاد العليمي وشكلا ثنائيا متناغما جمعتهما المصالح المشتركة للإطاحة بالعليمي وسط خلافات لم تعد تحت الطاولة.
*اجتماعات لحشد ولاءات وسط ازمات متفاقمة تعصف بالمحافظات المحررة*
كما اوضحوا : أنه في الجانب الآخر أجرى الرئيس رشاد العليمي اجتماعات مع هيئة رئاسة مجلس النواب والتكتل الوطني للاحزاب والمكونات السياسية الذي يراسه عضو مجلس الشورى الدكتور أحمد بن دغر .. لافتين الى ان تلك الاجتماعات بين اقطاب الصراع داخل مجلس القيادة الرئاسي تهدف الى حشد الولاءات في ظروف تشهد فيها البلاد أسوأ ألأزمات الإقتصادية وإنهيار العملة الوطنية التي القت بظلاله القاتمة على فقدان المواطنين للحياة الكريمة وباتوا على شفا مجاعة كارثية فيما الفساد والعبث والنهب للمال العام وانتهاك حقوق الإنسان بلغت مستويات ماساوية.
*إستقطاب لحشد التأييد لتنصيب رئيس للمجلس خارج الأطر القانونية*
واكدوا : أن السعودية التي تعتبر قائدة التحالف العربي والمسؤولة وفقا للقانون الدولي وموقع اليمن في البند السابع عن خروج البلاد من سوء اوضاعها قد اوقفت دعمها المالي للحكومة ما زاد من الازمة الإقتصادية وعجزت حتى عن تقديم رواتب الموظفين في ظل موارد مالية وايرادات لم ترحل للبنك المركزي بعدن سعت هي الأخرى لحشد الاستقطاب من اجل اعادة هيكلة المجلس الرئاسي حيث كشفت مصادر مطلعة أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان التقى وبشكل غير مسبوق مع الشيخ سلطان العرادة عضو المجلس الرئاسي وذلك مطلع الاسبوع الجاري قال مراقبون ان ذلك اللقاء لربما يؤشر الى رغبة سعودية بتنصيب العرادة رئيسا لمجلس القيادة الرئاسي فيما قالت مصادر اخرى ان الشيخ ابو زرعة المحرمي هو الاخر من بين الاسماء المرشحة لتولي منصب رئيس المجلس.
*حلول ترقيعية غير دستورية رسخت الميليشيات وقضت على أسس الدولة*
وياتي الحراك السعودي في وقت باتت تعصف فيه الخلافات والصراعات بين مكونات المجلس الذي شكّلته السعودية والإمارات قبل أكثر من ثلاثة أعوام بدلًا عن الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي في سابقة خطيرة شكلت انتهاكا سافرا للدستور اليمني الذي يحدد اليات نقل السلطة وبرز واضحا أن المجلس ولد ميتا وأصبح جزءًا من الازمات التي فاقمت معاناة المواطنين اليومية ولم يقدم حلولا للنهوض بالاوضاع التي تزداد سوءا وتدهورا فيما وصفت معالجات السعودية والإمارات للازمات الداخلية بأنها ترقيعية ولا تستهدف رفع معاناة المواطنين ولا ايجاد أسس راسخة تعزز منظومة الدولة التي لم يعد لها وجود في المحافظات المحررة التي اصبحت تعيش وضعا صعبا من الانفلات الشامل واستبداد وعبث الميليشيات والعصابات المسلحة.
---------