محافظة عدن
محافظة عدن
صوت عدن / تقرير خاص:

تشهد المحافظات اليمنية المحررة اوضاعا انسانية مأساوية في ظروف الحرب المدمرة المستمرة منذ أكثر من ست سنوات وسط تصارع وتضارب الاجندات الاقليمية وغياب الارادات الوطنية المستقلة.
ولاشك ان الاوضاع غير المستقرة التي تم فرضها إقليميا قد فاقمت الازمات المالية والاقتصادية والخدماتية وفاقمت من هبوط وانهيار العملة الوطنية بشكل غير مسبوق وما ترتب عليها من ارتفاع مخيف لكافة متطلبات الحياة اليومية للناس الذين فقدوا الدولة التي من واجبها رعاية مصالحهم .
لقد تعرضت الدولة لتكالب بعض اطراف الاقليم الذين انقضوا عليها وقوضوا دورها ووضعوا امامها العوائق واخطرها اغراق تلك المحافظات بالفوضى الشاملة والأزمات الخانقة.
لاشك ان الناس قد علقوا امالا كبيرة على اتفاق الرياض واعتبروه اهون الشرور للخروج من جحيم الاوضاع الراهنة المتردية ولكن ما كاد ان يجف الحبر الذي كتب به الا وبرزت ازمات اكثر خطورة بددت الامال وتفاقمت الازمات وازدادت سوء وكشفت عجز راعي الاتفاق عن الوفاء بالتزاماته فيما ظلت الاوضاع تسير في انفاق مظلمة ازدادت فيها معاناة الناس وعمت فوضى السلاح والفاسدين والعابثين وعدم شعور المواطن بالامان .
وللخروج من نفق اتفاق الرياض لجاءت الرياض وهي الراعي الاساسي ومعها حلفائها الى إجراء ترقيع وتنقيع للاتفاق مع تضارب الأجندات الاقليمية ليطلوا علينا بعد عام من التوقيع بآلية جديدة لتسريع التنفيذ بعد الانقلاب على بنوده الأساسية بدعوى التوافق وبالاتفاق على تشكيل حكومة مناصفة بين جنوب وشمال تنسجم مع المصالح الاقليمية في ظروف كان يتطلع فيها اليمنيون شمالا وجنوب لسلام دائم يحفظ دولتهم ويحميها من الأطماع الخارجية .
لقد تجلت بوضوح مخرجات اتفاق الرياض بتكريس التواجد السعودي الاماراتي على الارض الجنوبية التي باتت تعاني من الانقسام والتشرذم والانفلات وبفرض حكومة برئيسها من الموالين لهما فيما لا يعول المواطن على تلك الحكومة التي لا تتضمن شخصيات شجاعة وفاعلة تعيد للناس الدولة القوية المستقلة التي ترعى مصالحهم وتصون كرامتهم وتحفظ لهم سيادتهم الوطنية التي تتعرض لمساس مهين .