◼ الإشعاعات في أفران الميكروويف آمنة تماما.. والخطر في الطهي بأكياس البلاستيك (العلاقي)

صوت عدن | صحة وتغذية:

رغم أن أفران الميكروويف تعد منذ عقود عنصرا أساسيا في الكثير من المطابخ، فإنها لا تزال من أكثر الأجهزة المنزلية إثاره للجدل.

وبينما يشيد كثيرون، ممن لا يعرفون الطهي أو لا يحبونه، بمزاياها في توفير الوقت والمجهود، يقول بعض الطهاة إنها أدت إلى تراجع فن الطهي بشدة.

ومع ذلك، ثمة جدل آخر حول الميكروويف يتعدى تدني فنون الطهي، ومحوره: "متى يكون الطهي في أفران الميكروويف مضرا بالصحة؟"

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن أشعة الميكروويف لا تسبب أضرارا طالما استُخدم الجهاز بالطريقة الصحيحة. لكن هناك مخاوف أخرى، وإن كانت أقل وضوحا، منها ما إذا كانت الأطعمة تفقد قيمتها الغذائية في حال طهيها في الميكروويف، وما إذا كان تسخين الطعام في الأوعية البلاستيكية يؤدي إلى اختلال التوازن الهرموني في الجسم.

◾ فقدان القيمة الغذائية:

أشارت بعض الأبحاث إلى أن الخضروات تفقد بعض قيمتها الغذائية في الميكروويف، وهناك دراسة خلصت إلى أن البروكلي يفقد 97 في المئة من محتواه من مركبات الفلافونويد، وهي مركبات نباتية مضادة للالتهابات. أي أن أضراره على القيمة الغذائية تفوق أضرار السلق في الماء بمقدار الثلث.

بيد أن دراسة أخرى أجريت عام 2019 عن تأثير طرق الطهي على القيمة الغذائية للبروكلي، خلصت إلى أن زمن الطهي القصير في الميكروويف- مثل طهي البروكلي لدقيقة واحدة- لا يؤثر على القيمة الغذائية للطعام. بل إن الطهي بالبخار وفي الميكروويف قد يزيد من محتوى البروكلي من الفلافونويد، الذي أثبتت دراسات أنه يقلل مخاطر الإصابة بأمراض القلب.

◾ تدفئة الخضروات المجمدة:

 لا مانع من إذابة الثلج العالق على الخضار المجمدة بواسطة الميكروويف، قبل البدء بطبخها. وقد أظهرت الدراسات أن الخضروات المجمدة صحيةً أكثر من الخضروات الطازجة، فالتجميد يحفظ الفيتامينات في الأغذية النباتية بشكل أفضل. 

وفي دراسة أخرى، قارن الباحثون محتوى خضروات عديدة من المركبات الفينولية- التي أثبتت دراسات فوائدها الصحية المتعددة- بعد السلق أو الطهي بالبخار أو بالميكروويف. وخلصت الدراسة إلى أن الطهي بالبخار وفي الميكروويف يؤدي إلى فقدان نسبة كبيرة من المركبات الفينولية في اليقطين والبازلاء والكرات، لكنه لم يؤثر على المركبات الفينولية في السبانخ والفلفل الملون والبروكلي والفاصولياء الخضراء.

وذكر الباحثون أن الطهي على درجات حرارة معتدلة يسهم في تحسين الفوائد الصحية لبعض الخضروات.

◾ تسخين البلاستيك:

كثيرا ما نقوم بتسخين الأطعمة في أوان أو أغلفة بلاستيكية، لكن بعض العلماء يحذرون من مخاطر تسرب مادة الفثالات إلى الأطعمة التي نتناولها. فقد يتحلل البلاستيك عند تعرضه للحرارة، ومن ثم تنفصل عنه بعض المواد الكيميائية وتختلط بالطعام.

ويقول جومينج تانج، أستاذ الهندسة الغذائية بجامعة واشنطن، إن بعض الأنواع من البلاستيك ليست مصممة للاستخدام في أفران الميكروويف، لأنها تحتوي على البوليمرات التي تجعلها لينة ومرنة، وقد تذوب هذه البوليمرات ومن ثم تختلط بالأطعمة أثناء عملية الطهي بالميكروويف إذا تجاوزت درجة الحرارة 100 درجة مئوية.

◾ أمراض البوليمرات:

وفي عام 2011، اشترى باحثون 400 حاوية طعام بلاستيكية (كيس بلاستيك، علاقي)، وخلصوا إلى أن الغالبية العظمى من هذه الحاويات تتسرب منها مواد كيميائية تخل بعمل النظام الهرموني.

وأشارت دراسات إلى أن مادة الفثالات تسبب ارتفاع ضغط الدم وتزيد مقاومة الإنسولين لدى الأطفال، مما يجعلهم عرضة للإصابة باضطرابات التمثيل الغذائي، مثل داء السكري ومرض ارتفاع ضغط الدم. وربطت دراسة بين التعرض للفثالات وبين مشاكل الخصوبة والربو واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.

ويقول ليوناردو تراساند، أستاذ الطب البيئي وصحة السكان بكلية الطب بجامعة نيويورك، إن مادة الفثالات قد تكون من المواد الكيميائية التي تخل بعمل الغدة الدرقية. وتفرز الغدة الدرقية هرمونات ضرورية لنمو دماغ الجنين أثناء الحمل.

وتوجد الفثالات في الكثير من المنتجات التي نستخدمها، حتى الدمى وكريمات الجسم، وليس من الواضح بعد حجم الضرر الذي تسببه لنا، لكن معظم الخبراء يجمعون على أن تسخين الطعام داخل الحاويات البلاستيكية (العلاقي) قد يزيد من احتمالات التعرض للفثالات.

كذلك هناك مادة "ثنائي الفينول أ"، والتي تدخل في تركيبة الكثير من المنتجات البلاستيكية. وأشارت دراسات إلى أن هذه المادة أيضا قد تؤدي إلى اختلال الهرمونات في الجسم، لكن الأبحاث لا تزال محدودة مقارنة بالأبحاث التي أجريت عن آثار الفثالات.

أخبار متعلقة