صوت عدن / تقرير خاص: 

شهدت مديريات في العاصمة المؤقتة عدن أمس الإثنين يوما عصيبا من الانفجارات العنيفة التي هز دويها مناطق واسعة من المدينة واحدثت هلعا بين أوساط المواطنين واقلاقا مخيفا للسكينة العامة التي باتت مفقودة في مدينة كانت ذات يوم تتسم بالنظام والأمان والاستقرار.

وكان إنفجار قد وقع مساء أمس في شارع السجن بمديرية المنصورة أعقبه إطلاق نار ورصاص كثيف في منطقة تشهد منذ ايام قتالا عنيفا استخدمت فيه أسلحة متوسطة وخفيفة بسبب صراع محموم على قطعة أرض.

كما شهدت مدينة الشيخ عثمان ليل أمس انفجارا عنيفا استهدف مبنى المجلس المحلي بقنبلة صوتية أعقبه إطلاق نار كثيف استمر لساعات طويلة بين قوات أمنية وجماعات مسلحة .

ويذكر بأن انفجارا ثالثا كان قد وقع أمس في الخط الرئيسي لمدينة إنماء بين مديريتي المنصورة والبريقة وذلك أثناء مرور موكب عسكري.

وتلقي تلك الأحداث بظلالها القاتمة على انزلاق الأوضاع الأمنية بالمحافظة لاسيما بعد مغادرة المحافظ احمد حامد لملس إلى دولة الإمارات وذلك منذ أكثر من أسبوعين وسط ظروف غامضة تحيط بتلك الزيارة المفاجئة وسط أنباء تتحدث عن خلافاته مع عناصر نافذة تتبع المجلس الانتقالي الجنوبي الذي ينتمي إليه فسره مراقبون بأن الخلاف واضح بين جناح يريد فرض سلطة الدولة والنظام والقانون ويمثله المحافظ لملس وآخر يريد الفوضى والعبث وتكريس الانفلاث ويمثله عابثون نافذون يشكلون مراكز قوى أمنية ومدنية تحول دون النهوض بالاوضاع المتردية بعدن .

ويؤكد مراقبون أن وتيرة العنف والفوضى والانفلات بلغت ذروتها في غياب المحافظ لملس الذي واجه تحديات وتعقيدات وعوائق جسيمة حالت دون فرض سلطة الدولة وعودة المدنية والنظام الى عدن والنهوض باوضاعها المزرية سبيلا لاستعادة مكانتها كمدينة رائدة.

وأشاروا أن المحافظ لملس وجد نفسه مقيدا بنافذين يتبعون المجلس الانتقالي الذي ينتمي إليه واعتبروا قيادته الفاعلة وبرامجه في عدن تشكل خروجا عن توجهات مكونه السياسي المدعوم اماراتيا فيما أصبح في مواجهة صعبة مع لوبي الفساد المستفحل ومراكز النفوذ العابثة التي تستقوي بقوة السلاح في ظروف كان فيها المحافظ وحيدا ومكبلا لا تستطيع الحكومة وهي التي تعاني من الضعف والوهن والعجز أن تنتصر لمواقفه الشجاعة وتساعده على التحرر من تلك اللوبيات العابثة المعطلة للأمن والاستقرار والتنمية والنظام.