صوت عدن | خاص:

أعلنت ولاية نيويورك في أمريكا عن تسمية إحدى طرقاتها الرئيسية باسم الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي.
وجاء في مذكرة رسمية بأن مجلس إدارة مدينة برنس بولاية نيويورك قد صادق في اجتماع رسمي على تسمية طريق «وايت بلينز الواقع بين كروجر وراينلاندر إيه فينوس» باسم إبراهيم الحمدي.

وكانت الجالية اليمنية في نيويورك تقدمت بطلب تسمية أحد شوارع مدينة نيويورك باسم الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي.

نبذة عن الحمدي:

والرئيس ابراهيم بن محمد الحَمْدي (30 سبتمبر 1943 - 11 أكتوبر 1977)، تولى في عهد الرئيس اليمني عبد الله السلال -أول رئيس لليمن الشمالي بعد الثورة- قيادة قوات الصاعقة، وترقى في المناصب الأمنية والعسكرية القيادية حتى أصبح قائدا لقوات الاحتياطي العام وقوات العاصفة، ثم نائبا لرئيس مجلس الوزراء للشؤون الداخلية 1971-1972، ثم نائبا للقائد العام للقوات المسلحة 1972.

الحركة التصحيحية:

في 13 يونيو 1974، قاد المقدم إبراهيم الحمدي «حركة 13 يونيو التصحيحية» لينهي حكم الرئيس القاضي عبد الرحمن الأرياني الذي كان يٌنظر لإدارته بأنها ضعيفة وغير فعالة. 

صعد المقدم الرئيس إبراهيم الحمدي للحكم برئاسة مجلس عسكري لقيادة البلاد.  بدأ الحمدي بالتقليل من دور مشائخ القبائل في الجيش والدولة وألغى وزارة شؤون القبائل التي كان يرأسها الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر باعتبارها معوقاً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتحولت إلى إدارة خاصة تحت مسمى «الإدارة المحلية». اعتبر الرئيس الحمدي المشايخ القبليين عائقا أمام التنمية فعزلهم سياسياً وحل مصلحة شؤون القبائل ولم يسمح لأي شيخ قبلي بتولي منصب حكومي. وهو ماخلق للرئيس الحمدي أعداء أقوياء أبرزهم الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر مؤسس ماعُرف بحزب التجمع اليمني للإصلاح لاحقاً. 

تنقية الجيش:

في 27 يوليو 1975 الذي أطلق عليه «يوم الجيش»، أصدر قرارات بإبعاد العديد من شيوخ القبائل من قيادة المؤسسة العسكرية وأجرى إعادة تنظيم واسعة للقوات المسلحة، فاستبدل العديد من القادة العسكريين خاصة ممن يحملون صفة «شيخ قبلي»، بقادة موالين لتوجه الحركة التصحيحية التي يقودها. وأعاد بناء القوات المسلحة اليمنية حيث تم دمج العديد من الوحدات لتتشكل القوات المسلحة من أربع قوى رئيسة:

قوات العمالقة: تشكلت من دمج لواء العمالقة والوحدات النظامية، مهمتها تأمين حماية النظام وجعل على رأسها شقيقه عبد الله الحمدي.

قوات المظلات: تشكلت من سلاح الصاعقة وسلاح المظلات ولواء المغاوير والتي كان يترأسها عبد الله عبد العالم (عضو مجلس قيادة الدولة ونائب رئيس الجمهورية من عام 1974 إلى عام 1977).

قوات الاحتياط العام: تشكلت من دمج لواء العاصفة ولواء الاحتياط.

قوات الشرطة العسكرية: تشكلت من سلاح الشرطة العسكرية وأمن القيادة.

تقارب الحمدي وسالمين:

تقارب الحمدي مع النظام الاشتراكي في جنوب اليمن، وبخاصة مع الرئيس الشهيد سالم ربيع علي (سالمين).

تبنى الرئيس الحمدي سياسة معتدلة وقوية بنفس الوقت وعمل على إقناع القادة في اليمن الجنوبي والرئيس سالمين تحديداً بتوجهاته. وفقا لوثائق ويكيليكس، أراد الرئيس الحمدي أن يكون اليمن الشمالي مثالاً يحتذى به للدول المجاورة.

 كان يُخطط لإقامة ماسمّاه بالـ"مؤتمرات الشعبية" والتي كانت البذرة الأولى لما أصبح حزب المؤتمر الشعبي العام بقيادة الرئيس علي عبد الله صالح فيما بعد. 

وكان هدف هذه المؤتمرات الشعبية التمهيد والاستعداد لإقامة انتخابات عامة ورئاسية وانسحاب الجيش تدريجياً من المشهد السياسي.

اغتياله:

اغتيل إبراهيم الحمدي ليلة 11 أكتوبر 1977 قبل يومين من موعد زيارته إلى عدن التي كانت ستكون الأولى من نوعها لرئيس من اليمن الشمالي. قُتل بخطة مدبرة، وجرت تصفيته في منزل الغشمي عندما دعاه أحمد حسين الغشمي لتناول وجبة الغداء فكان ذلك هو الغداء الأخير. يعزى اغتياله إلى الصراع مع القوى القبلية التي أقصاها عن السلطة وإلى معارضة هذه القوى وحلفائها الإقليميين لخطواته المتسارعة نحو التقارب مع الجنوب.