صوت عدن / تقرير خاص: 

شهدت العاصمة عدن اليوم الثلاثاء عملية اقتحام ممنهجة ومنظمة لقصر معاشيق الحكومي في مدينة كريتر بعدن وذلك من قبل مجاميع غفيرة من المحتجين الغاضبين الذين خرجوا بتظاهرات عارمة احتجاجا على تدهور الأوضاع الخدماتية والمعيشية والاقتصادية وانهيار العملة الوطنية وما ترتب عليه من ارتفاع غير مسبوق باسعار كافة متطلبات الحياة اليومية للناس بالإضافة إلى الاحتجاج على تأخير صرف الرواتب وما ترتب على ذلك من تفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل مأساوي.

وكانت تلك العملية قد أتت على خلفية دعوات للاحتجاجات اليومية شهدتها مديريات عدن ودعت إليها لجنة التصعيد الشعبي وكذلك الهيئة العسكرية والأمنية الجنوبية وكلها دعوات لاحتجاجات مشروعة تطالب بتحسين الأوضاع ورفع معاناة الناس وسط عجز حكومي واضح عن النهوض بالاوضاع المتردية والتي تزداد سوءا كل يوم .

وتأتي تلك الاحتجاجات في ظل أوضاع كارثية غير مسبوقة تشهدها عدن نتيجة لوضع التدهور الخدماتي والاقتصادي والمعيشي والأمني وكلها أزمات خانقة ألقت بظلالها على الأوضاع الداخلية مع استمرار غياب الدولة بمؤسساتها الفاعلة مما أدى إلى تفاقم الأزمات والمعاناة  وحدت بعض القوى السياسية ركوب موجات الغضب الشعبي لتحقيق مكاسب سياسية من خلال حرف مسار الاحتجاجات وإعاقة اي جهد للنهوض بالاوضاع المتدهورة والتي تتطلب تضافر الجهود وتوحيد الصفوف ومواجهة التحديات الشائكة.

ويقول مراقبون أن حالة الاحتقان الناتجة عن سوء الأوضاع بعدن وفي غيرها من المحافظات الجنوبية قد اكدت على هشاشة اتفاق الرياض وضعف راعيه عن فرض تنفيذه وعدم الالتفاف على بنوده .. منوهين أن الاتفاق كان مسكنا مؤقتا لازمة باتت قابلة للانفجار وتتطلب إرادة فاعلة تجعل منه اتفاقا قابلا للإستمرار والحياة.

واكدت ان المستفيد من تصاعد حركة الاحتجاجات واقتحام قصر معاشيق كيانات سياسية حاولت افتعال بؤرة خطيرة تستعرض فيها قوتها ومدى قدرتها على إدارة المشكلات بالازمات من أجل تحقيق مكاسب جديدة وفرض واقع جديد يتجلى بقيادته حركة شعبية استطاعت اقتحام القصر الحكومي دون أن تواجه باي مقاومة حكومية في ظل صمت القوات السعودية المرابطة بالقصر والتي لزمت الصمت ولم تحرك ساكنا لفرض هيبة اتفاق الرياض.

وأشاروا بأن المجلس الانتقالي الجنوبي باعتباره شريكا في حكومة المناصفة يتحمل مع شركائه المسؤولية الكاملة عن ما آلت إليه الأوضاع من تدهور وسوء وفساد إلا أنه يحاول أن ينأى بنفسه عن الإخفاقات بفتح بؤر جديدة للخلافات والأزمات بدلا من فتح منافذ للبناء والنهوض بالاوضاع المنفلتة في ظروف عصيبة قاسية يعاني فيها المواطن من تبعات إنهيار العملة الوطنية وتردي الخدمات وتأخير الرواتب ويعي بأن مفاتيح الحل لكل الأزمات والمشكلات يمتلكها الانتقالي الذي يمسك لوحده بكل مفاصل الأوضاع بعدن والقادر على إخراجها من وطأة الأزمات المتفاقمة.