صوت عدن / تقرير خاص: 

اعتبر مراقبون للأوضاع الخدماتية المتردية بالعاصمة المؤقتة عدن بأن النهوض بتلك الأوضاع المتدهورة لا يحل بتغيير قيادات وإحلال أخرى وفقا للامزجة والولاءات.. منوهين بأن الحلول الترقيعية تزيد من تفاقم الأزمات الخدماتية التي تعاني منها المدينة وازدات سوءا خلال سنوات الحرب في ظل إهمال حكومي سافر وانقسام غير مسبوق تشهده البلاد.

واضافوا أن عدن ، مدينة الريادة والعراقة والتنوير والتطوير عبر تاريخها الحضاري والتي كانت سباقة في مجالات الخدمات لم تحظ بأي مشروع استراتيجي في قطاعات الخدمات من كهرباء ومياه وصرف صحي منذ أكثر من عقدين ونصف من الزمن على الرغم من اتساع المدينة وتزايد الكثافة السكانية وزيادة الطلب على الخدمات الأساسية المرتبطة بحياة الناس اليومية.

وأكدوا أن البنى التحتية للخدمات داخل مدينة عدن أصبحت قديمة جدا ومتهالكة وعانت من إهمال حكومي غير مسبوق ولم تبادر الحكومات المتعاقبة والحالية على اتخاذ قرارات شجاعة وفاعلة للنهوض بتلك الأوضاع المتدهورة بل تركت الخدمات الأساسية تعاني من الانهيار الشامل وكأن الأمر لا يعنيها وليس من واجبات مهامها وعملها ما ترتب عليه أوضاع مأساوية فاقمت من معاناة الناس الذين باتوا في مواجهة صعبة مع أزمات خانقة.

وأشاروا بأن الناس في عدن أصبحوا يبحثون عن شربة ماء نظيفة ومتيسرة فلم يجدوها الا بمشقة وعسر وكذلك الحال بالنسبة للكهرباء التي تعاني من بنية عاف عليها الزمن ولم تعد تحتمل كثافة السكان وباتت تراوح بين أزمة المشتقات النفطية واستغلالها لتحقيق مكاسب شخصية وكذلك الحال بالنسبة لخدمة الصرف الصحي التي تشهد بنية تحتية متهالكة .. منوهين بأن عدن اليوم تعيش أزمات خدماتية مزرية في ظل أوضاع سياسية مثقلة بالفوضى والعبث والفساد.

وأكدوا بأن أزمات الخدمات في عدن مفتعلة ولا يراد لها أن تنهض ودخلت ساحة الحرب بين الفرقاء والمتصارعين ويتم استخدامها كورقة ضغط بين الأطراف السياسية فيما تبعات تلك الحرب يعاني منها مواطنو عدن في حياتهم ومعيشتهم وأمنهم بكل أسف عدن أصبحت مدينة منكوبة بالاوبئة والأمراض والفساد والعبث وتفتقد للدولة الرشيدة.

ونوهوا بأن الحكومة لم تقدم من الدعم والامكانيات ما يرتقي بتلك الخدمات السيئة وظلت مطالب الناس بالنهوض بتلك الخدمات حبيسة ادراج المسؤولين لأن عدن لا تعني للحكومة بكل أطرافها شيئا . . مؤكدين أن الرئاسة الشرعية والبرلمان والحكومة باطرافها مجتمعة متفقين على تدمير عدن وغير جادين بالنهوض باوضاعها المتردية ولا يحسبون للمواطن حسابا أو يضعون له اهتماما وتناسوا واجبهم أنهم في خدمة الشعب.

وفي واقع الأمر أن الخروج من الأزمات الراهنة في عدن يتطلب قيادات نزيهة وشفافة وفاعلة والنأي بالخدمات عن الصراعات السياسية المقيتة بالإضافة إلى الأهم وهو وجود دولة قوية متماسكة بمؤسساتها  الفاعلة للخروج من واقع الأزمات ولوضع حد للفوضى الشاملة .. وجود دولة خير من حال المليشيات والعصابات .. دولة تقوم بواجبها في ظل النظام والقانون وتحترم سيادة الوطن وتصون وتحمي كرامة المواطن.