صوت عدن / تقرير خاص: 

على خلفية الاشتباكات الدامية الاسبوع الماضي في مديرية الشيخ عثمان بالعاصمة المؤقتة عدن بين قوات القطاع الثامن للحزام الأمني واللواء الثالث دعم وإسناد وهما قوات عسكرية تتبع المجلس الانتقالي الجنوبي قرر اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس إجراء تغييرات في قيادات تلك الفصائل واستبدالها بقيادات أخرى وسط معارضة شديدة من قبل بعض القادة الذين ارتبطت بهم تلك التشكيلات العسكرية وكانوا من مؤسسيها ولكن على أسس مناطقية ولم تقم على أسس وطنية وبات كل قائد يعتبر تلك التشكيلات من أملاكه وتتبعه شخصيا اينما يوجهها تتجه.

كشفت مصادر مطلعة أن بعض القيادات العسكرية رفضت بشدة قرارات رئيس المجلس الإنتقالي واعتبرتها تخل بالتوازن المناطقي لاسيما وأن الحزام الأمني الذي وضع على رأسه قيادات من الضالع وتم ضمها لقوام وزارة الداخلية وتتولى الجانب الأمني في عدن حيث الثروة فيما تم إزاحة ألوية الدعم والإسناد وقرر نقلها خارج عدن وتتبع وزارة الدفاع بالإضافة إلى إقالة قيادتها وهما الوالي والمشوشي وهما من منطقة يافع ما اعتبر استهدافا لتلك المنطقة. 
 
وكشفوا أن اشتباكات الاسبوع الماضي الدامية في الشيخ عثمان والتي كانت بين فصيلي الحزام الأمني والوية الدعم والإسناد اي بين الضالع وبافع كانت على خلفية اقتسام الموارد ومحاولة للسيطرة على تلك المديرية ذات الموارد المالية الضخمة أي أن الصراع كان على مصالح مالية ولم يكن صراعا من أجل أمن واستقرار عدن.

واضافوا ان قوات الحزام الامني وهي اهم فصائل الانتقالي قد أحكمت اليوم الأحد  قبضتها على مديرية الشيخ عثمان بدعم من الانتقالي وذلك بعد ايام من معارك دامية خلفت قتلى وجرحى وتدمير لممتلكات عامة وخاصة وقد تزامن ذلك مع  محاولة اللواء الزبيدي اخراج الوية الدعم والاسناد وتغيير قيادتها في مؤشر على مخاوف شديدة من حدوث انقلاب جديد يقوده رافضوا التغيير داخل ألوية الدعم والإسناد.

وأشارت الى إن قوات الحزام الأمني نفذت خلال الساعات الماضية انتشارا كثيفا في احياء وشوارع ومداخل ومخارج مديرية الشيخ عثمان، كما استحدثت نقاط تفتيش معززة باطقم ومدرعات.. منوهة بأن الانتشار امتد إلى مناطق تقع ضمن مسرح العمليات لالوية الدعم والاسناد.

وجاء انتشار الحزام الأمني عقب يوم من قرار اللواء عيدروس الزبيدي اخراج الوية الدعم والاسناد والحاقها بوزارة الدفاع وابقاء الحزام الامني كقوة امنية فاعلة في عدن .

كما تضمن القرار اقالة رئيس اركان عمليات الدعم والاسناد نبيل المشوشي وتسليم الوية الدعم لصالح السيد مدير امن الانتقالي في محافظة لحج وسط استمرار رفض المشوشي لهذه القرارات ما يشير إلى وجود مخاوف في صفوف الانتقالي من انقلاب جديد من داخله في عدن وهي فرضية محتملة في ظل وضع يشهد احتقانا ساخنا ترسخت فيه المناطقية بكل صورها المقيتة وبات كل قائد يتمترس خلف منطقته وقبيلته بدلا من التمترس خلف الوطن وتلك نتيجة طبيعية لتشكيلات عسكرية لم تبن على أسس وطنية وترسخ بداخلها الولاء للقائد ابن المنطقة ومعه تنهب وتستنزف موارد عدن وذلك ما إرادته الامارات من خلال ما قدمته من دعم ومال لإنشاء ميليشيات متنازعة ومتقاتلة تعمق الفوضى داخل عدن وكل محافظات الجنوب وجعلها منطقة ساخنة وملتهبة بالصراعات الدامية والفوضى المدمرة.