صوت عدن / خاص: 

قال مراقبون ونشطاء أن بيان هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي الذي صدر مساء اليوم الثلاثاء كان ناتجا عن حالة عصبية شديدة وردة فعل عكست مدى الصدمة لرفض المبعوث الأمريكي تيم ليندركينغ الذي يزور عدن مقابلة قيادته.

واعتبرت ذلك البيان متنفسا للخروج من واقع الحال المأزوم الذي وضعت فيه من قبل مبعوث إلرئيس الامريكي الذي اكتفى بلقاء محافظ العاصمة المؤقتة عدن احمد حامد لمس ووزير الزراعة والري والثروة السمكية اللواء سالم السقطري وتحميلهم رسائل أمريكية مشددة بضرورة تنفيذ إتفاق الرياض بشكل كامل وبشكل عاجل وعدم وضع أية عوائق أمام الحكومة وتهيئة المناخات لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي بما يخفف من معاناة المواطنين اليمنيين.

وكانت مواقف الإدارة الأمريكية واضحة في كل الظروف وفي المحافل الدولية والاممية تؤكد التزامها بأمن واستقرار ووحدة اليمن وسلامة أراضيه وهو الموقف الذي كشف بيان الانتقالي معارضته له في تحد غير مدروس وغير مستوعب لمواقف الإجماع الدولي ويمثل اختبارا صعبا للإدارة الأمريكية التي قررت الانتصار لحق اليمنيين في نهاية الحرب العبثية والقبول بتسوية سياسية شاملة تضع حدا للمعاناة الإنسانية وحال الفوضى الراهنة.

وأكدوا أن رفض المبعوث الأمريكي مقابلة قيادة المجلس الانتقالي تعكس الموقف الأمريكي الواضح الداعم للدولة اليمنية الشرعية وحكومتها وهو ما لم يستوعه الانتقالي الذي أراد لنفسه أن يكون دولة داخل الدولة وأن تكون الحكومة مجرد حكومة خدمات هشة وسلاح المليشيات موجها لوجهها داخل عاصمة باتت تفتقد للأمن والأمان ومؤسسات الدولة الفاعلة.

وأشاروا إلى أن الانتقالي من خلال بيانه المتشدد والذي قدمه للاستهلاك الإعلامي يحاول أن يصور نفسه بأنه يستطيع  أن يمليء مايريد من اشتراطات متغافلا لحجمه وإمكانياته وبأنه غير مؤهل ولا غيره من الداعمين له أن يشترط على الإدارة الأمريكية التي ترفض مثل  تلك الاشتراطات والمواقف ولا تقبل بالاملاءات .. منوهين بأن امريكا وحدها من تقرر مع من تلتقي وتجتمع وترفض من تريد عدم مقابلته أو لقائه كدولة عظمى بيدها صنع السلام في اليمن وإعادة هيبة الدولة المختطفة في عاصمة باتت تعاني أسوأ كارثة إنسانية وفوضى أمنية وسياسية غير مسبوقة .. مؤكدين أن جميع شروط الانتقالي ومواقفه الواردة في بيانه لا تجد آذاناً صاغية داخل الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي.