صوت عدن / وكالات: 

أعلنت السعودية عن توقيعها اتفاقاً مع بريطانيا اليوم الأربعاء لتشكيل "مجلس الشراكة الاستراتيجية" في وقت يجري فيه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون محادثات في الخليج، بهدف تأمين إمدادات النفط وزيادة الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وكالة الأنباء السعودية (واس) قالت إنَّ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ناقش مع جونسون الذي يزور المملكة الصراع في أوكرانيا وقضايا إقليمية ودولية أخرى.

أضافت الوكالة أن وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان حضر الاجتماع وأن السعودية وقَّعت مع بريطانيا مذكرة تفاهم لتشكيل مجلس الشراكة الاستراتيجي دون مزيد من التفاصيل. 

كان جونسون قد وصل إلى الرياض قادماً من الإمارات في إطار زيارة خليجية تهدف إلى تأمين مزيد من إمدادات النفط .. وقال مكتب رئيس الوزراء البريطاني إن جونسون شدد على الحاجة للتعاون من أجل استقرار أسواق الطاقة العالمية في محادثات مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

يأتي هذا بينما تواجه بريطانيا مثل معظم دول الغرب ارتفاعاً في أسعار الطاقة ويسعى جونسون لحثِّ المنتجين على زيادة الإنتاج وتأمين مزيد من الإمدادات؛ لدعم المستهلكين وتقليل الاعتماد على الصادرات الروسية بهدف الضغط على بوتين الذي يشن هجوماً على أوكرانيا دفع الغرب إلى فرض عقوبات على موسكو. 

تريد بريطانيا التخلص التدريجي من واردات النفط الروسية، كجزء من عقوبات واسعة النطاق تستهدف الشركات والأثرياء الروس وتمثل الواردات الروسية 8% من إجمالي الطلب على النفط في المملكة المتحدة.

في مقال لجونسون بصحيفة "ديلي تلغراف" أشار إلى أن قادة الغرب ارتكبوا خطأً فادحاً حينما سمحوا لبوتين بأن يفلت من العقاب بعد ضمه شبه جزيرة القرم إلى روسيا في 2014، "وزادوا اعتمادهم على موارد الطاقة الروسية".

اعتبر جونسون أن هذا الخطأ جعل بوتين يدرك أن العالم سيجد صعوبة في معاقبته بسبب هجومه "الشرير" على أوكرانيا مؤكداً أن "العالم لا يمكنه أن يرضخ لهذا الابتزاز المستمر".

حتى الآن لم توافق السعودية والإمارات اللتان تشهد علاقتهما الوثيقة مع واشنطن توتراً على مناشدات الولايات المتحدة زيادة إنتاج النفط للحد من ارتفاع أسعار الخام الذي ينذر بموجة ركود عالمية بعد غزو روسيا لأوكرانيا.

كان رئيس وزراء بريطانيا قد قال قبل اجتماعاته إن "على العالم أن ينأى بنفسه عن إمدادات النفط والغاز الروسية .. السعودية والإمارات شريكتان عالميتان مهمتان في هذا الجهد".

ليس واضحاً بعدُ ما إذا كانت زيارة جونسون للسعودية والإمارات ستنجم عنها نتائج ترضي بريطانيا إذ إن الإمارات عمّقت علاقاتها مع موسكو وبكين في الأعوام القليلة الماضية، وامتنعت عن التصويت في الشهر الماضي على مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يندد بالغزو الروسي لأوكرانيا.