بقلم/ نصر صالح

  ونحن نوديع عام ونستقبل عام، ألا تستحق عملية 'طوفان الأقصى' تصنيفها كأهم حدث في 2023م؟

   إن ما حدث يوم 7 أكتوبر 2023م، وتواصل في اليومين التاليين، هو أشجع وأنبل وانجح عمل تحرري/ مقاوم/ سياسي.. باختصار هو عملية بطولية رائعة..

   نجحت عملية 'طوفان الأقصى' في جذب انظار العالم، شعوبه وحتى حكامه إلى مظلومية الشعب الفلسطينية وصوابية وعدالة قضيته، بعد ان كادت أن تدفنها "عمليات" التطبيع (التتبيع) لـ "إسرائيل" من قبل بعض انظمة العرب -للأسف، وبعد الإعتراف الترامبي الأمريكي بالقدس عاصمة للكيان.  ونجحت عملية 'طوفان الأضحى' في استنفار الهمم الشعب الفلسطيني ومساعدته كي ينعتق من براثن صهيوني،  مستبد ونكّال، ودعمه ليتخلص من عقاب ونازلة مستمرة عليه منذ سنة 1948م.. وحركت النزعة الفطرية البشرية في التحيز لصف مقاوم الإحتلال لتحرير أرضه بالسلاح على قاعدة "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلّا بالقوة".

وأما ما أُطلق عليها من قبل المجتمع الدولي (حكام الغرب الإستعماري) من أن ما قام به جيش الاحتلال بعد 7 أكتوبر "ردة فعل غاضبة للجيش الإسرائيلي..."، فهذا إنحياز جلي للناهب على حساب المسلوب حقه. إن ما قام به جيش الاحتلال، وما يزال حتى الساعة هو أبعد ما يكون من مجرد اعتباره "ردة فعل غاضبة" حتى لو قال بعض الغرب "أنها ردة فعل مبالغ فيها، أو غير متماثل.. الخ".. بل هو عمل انتقامي تصفوي أكثر من كون رد فعل غير متماثل.. ومنفلت للجيش "الإسرائيلي".. إن هذا الجيش المسلح بأعتى أنواع الأسلحة عجز وجبن أمام المقاومة، فصب جام غضبه وانتقامه وإجرامه على السكان المدنيين في غزة، ونكل وقتل منهم ما يزيد على 21 ألف أكثرهن أطفال ونساء وعجزة، وجرح مثلهم او يزيد، ودمر نصف عمران قطاع غزة.. كذلمك دمر معظم مشافي ومعظم سيارات الإسعاف بقصد وتعمد، ومنع على السكان أي مساعدة إنسانية تأتيهم من الخارج.. وكان وما زال غرضه إبادة الفلسطينيين أو تهجيرهم مجددا من أرضهم.
 
   ما يقوم به جيش الإحتلال من تدمير وإبادة لا يمكن اعتبارة رد فعل كونه غير متماثل مع الفعل الأول.. لم تكن إلّا رد فعل قذر ومبيت، منحط أخلاقيا، مجافي لقواعد الحرب، منافي تماما لشرائع حقوق الإنسان، وبعيد كل البعد عن أي سلوك مدني وحضاري.

   وعلى أية حال، برغم هول الخسارة فائقة الوجع والفداحة في الارواح المدنية لفلسطينيي غزة وحتى فلسطينيي الضفة نالهم القتل والاعتقالات.. رغم كل ذلك، انتصرت المقاومة في غزة بصفة خاصة انتصارا مذهلا.

   كل التقدير والتعظيم للمقاومة.. كل محور المقاومة: من فلسطين ولبنان، إلى العراق وسوريا وإيران وحتى اليمن.

أخبار متعلقة