صوت عدن/ خاص: 

قدم مجلس الحراك الثوري الجنوبي اليوم رؤية وطنية لحوار جنوبي جنوبي تفضي لتوحيد الصف ومواجهة التحديات والإستحقاقات القادمة .. فيما يلي نصها: 

نحن أمام مرحلة عصيبة فارقة تتجلى فيها التحديات الماثلة أمام القضية الجنوبية التي تتعرض أكثر من أي وقت مضى لمحاولات التغييب والاقصاء وبرز ذلك واضحا في خارطة الطريق الأممية المزمع توقيعها قريبا في مدينة مكة المكرمة مطلع العام المقبل 2024 والتي لم تشر لا من قريب أو بعيد لقضيتنا الجنوبية التي قدم شعبنا من أجلها قوافل الشهداء والجرحى منذ عقود طويلة من النضال من أجل الاستقلال واستعادة الدولة ونلاحظ اليوم تجاهل ذلك المطلب الشعبي لقضية كانت وستظل أساس الحل للأزمة وبدونها فإن كل الحلول فاشلة بما في ذلك لا أمن ولا سلام على المستوى المحلي والإقليمي.
ما كان ذلك التغييب والتهميش والاقصاء للقضية الجنوبية من خارطة الطريق الأممية لإيقاف الحرب في اليمن ليحدث لولا السياسات الخاطئة والممارسات الانفرادية غير العقلانية واقصاء المكونات والحراك الجنوبي وطغيان الولاءات للخارج وفقدان القرار الوطني السيادي المستقل والتعويل الاعمى على طرف في الإقليم لتحقيق تطلعات شعبنا الجنوبي واتضح أنه تعويل ليس في محله وقد حذرنا مرارا من الاعتماد على الخارج لتحقيق هدف الجنوب في الحرية والاستقلال في ظروف أصبح ذلك الهدف يتعرض للتآمر ويقدم لشعبنا على هيئة مسكنات تعالج صدمات بيع الوهم.

لقد تجرع شعبنا الجنوبي الأبي طوال عقد من الزمن ويلات من المعاناة المعيشية والأزمات الاقتصادية ومن تدهور غير مسبوق في الخدمات والى أوضاع غير سوية من الانفلات والفوضى وتنامي الفساد والعبث وبروز مافيا النهب والسلب للموارد والمقدرات والتفريط بالسيادة والكرامة وانتهاكات بشعة لحقوق الإنسان والزج بخيرة الاحرار من أبناء عدن والجنوب في السجون السرية وتراجع الحاضنة الشعبية التي فقدت الثقة بالوعود وأصبحت ترى باستعادة الدولة هدفا بعيد المنال في ظل حالات عصيبة من التشظي والتمزق والانقسام يمر بها الجنوب لم يشهد مثيلا له في أي مرحلة سابقة.

حاولنا قبل أقل من عام وتحديدا في صيف ٢٠٢٣ الوصول لحل الأزمة السياسية القائمة  جنوباً منذ أكثر من ثلاثة عقود والحد من المعاناة التي نواجهها في مختلف المنحنيات السياسية وانهاء حالة الترقب الذي تعيشه كل القوى السياسية الجنوبية ، قمنا بعدة مقابلات ونقاشات مع شخصيات سياسية ورؤساء احزاب لدعم الجهود الرامية لتعزيز التقارب الجنوبي وطرح خطوات واضحة لدعم الحوار الجنوبي وتقريب وجهات النظر وافساد الجو التامري المهدد لقيام مشروع المصالحة الجنوبية . 

ابتعدنا كل البعد عن الأساليب المتبعة سابقا في حل الخلافات ، أساليب أثبتت ضعف فعاليتها في تحقيق النجاح وكان لذلك الأمر انعكاس سلبي أدى لتسوية المحاولات وفشلها.

في اجتماعاتنا مع مختلف القوى كان اهتمامنا الاول يصب في وضع لبنة جاذبة تجمع ولا تفرق ، تعددت اللقاءات مع كل القوى الجنوبية المؤمنة بفك الارتباط وأطراف أخرى تؤكد على وحدة اليمن إلى أن يقرر الشعب ما يريد عبر صندوق الانتخاب .

بطبيعة الحال كانت الاختلافات واضحة والرؤى متعددة ولم نصل لنقطة واحدة يتفق الجميع عليها ، لكن من ناحية أخرى كانت إيجابيات النقاشات أيضا واضحة ومبشره بالخير وهذا ما اعتمدنا عليه اليوم وسنحاول مواصلة الخطوات لاستكمال الطريق والوصول لنقطة تلاقي تجمعنا وتوحد كلمتنا بأذن الله تعالى .
سنضع أمامكم النقاط الأولية والتي من خلالها نكمل ما بداناه قبل أشهر .

1. إن مجلس الحراك الثوري الجنوبي لا يرى بالاعتراف بالفشل والأخطاء عيبا بل العيب في الاستمرار بالأخطاء وسوء الإدارة والتقدير .. الاستمرار بذلك يعني مزيدا من الفشل والاخفاق ومزيدا من المعاناة المعيشية والاجتماعية ومزيداً  من تدهور القضية الجنوبية وافراغها من حاضنتها وتبدل المزاج الشعبي مثلما رأينا أثناء خروج الجماهير إلى شوارع عدن والمحافظات الجنوبية ترفع علم الوحدة وتهتف بالروح والدم نفديك يا يمن عقب فوز منتخب الناشئين ببطولة غرب آسيا وعلى الإخوة القائمين على المجلس الانتقالي أن يدركوا تلك الحقيقة فتلك تعد أولى خطوات التصحيح أما التمسك كما يدعى بالمصطلح السياسي الذي اوجده الاستعمار البريطاني آنذاك دولة الجنوب العربي نقول لهم ولما لا يعلمون عنها الكثير من البسطاء والعامة فالحدود السياسية للجنوب العربي ينتهي في منطقة دثينه في أبين فلا يجمع كل مناطق أبين فما بالكم لبقية المناطق الجنوبيه التي تشمل اراضي جمهورية اليمن الديمقراطية سابقا .. إن التمسك بالجنوب العربي يعني الوقوع في المؤامرة وتفخيخ لتشطي المحافظات الجنوبية الستة المتعارف عليها سنرى جراء ذلك مناطق المحميات الشرقية التي ما بعد دثينة ليقولوا لم تكن مناطقنا يوما من ضمن حدود الجنوب العربي مما يعني تشطي الجنوب الذي يمر اليوم بأسوأ مراحله ويعاني من مؤامرات خطيرة تحاك ضده.

2 - إن مجلس الحراك الثوري يدعو لمصالحة جنوبية جنوبية حقيقية والعودة للعمل الحقيقي والجاد بروح ومبادى اتفاق التصالح والتسامح قولا وعملا والايفاء بقسم الحبيلين بمديرية ردفان 2007 ، وإصدار عفو عام للقيادات الجنوبية  المشردة والمطاردة  باختلاف مكوناتهم السياسية و العودة للعاصمة  عدن .

3- اطلاق سراح جميع الأسرى المعتقلين تعسفياً والمخفيين قسرا من قيادات الحراك والمقاومة الجنوبية والسياسيين والصحفيين السجناء مالم يصدر فيهم حكم قضائي أو معروضين أمام النيابة.

4- البدء عاجلاً بحوار جنوبي جنوبي وطني غير مشروط وبدون استعلاء أو استقواء يشكل حوارا جادا وصادقا دون وصاية اجنية أو إقليمية أو املاءات من أجل مصلحة الجنوب وتقوية صفوفه وموقفه.ودعوة المبعوث الدولي لتقريب وجهات النظر .

5- العمل الجاد على تصحيح كافة ملفات الفساد التي اضرت بالمواطن والقضية الجنوبية كملفات الفساد المالي والإداري دون استثناء وتصحيح أوضاع الأجهزة الأمنية والعسكرية وتطهيرها من الفاسدين والمتنفذين والغوغاء وإعادة هيكلتها على أسس وطنية تعتمد الكفاءة والخبرة وتستوعب كل النسيج الاجتماعي الجنوبي.

6- سحب وإلغاء كافة الصلاحيات والهبات والامتيازات غير القانونية وغير الوطنية من المتنفذين مدنين كانوا أو عسكرين وبدء العمل بمحاسبة المحاسبة والمساءلة من اين لك هذا ؟

7- الاعتراف من قبل السلطات القائمة في عدن بالأخطاء التي ارتكبت بحق قوى الثورة الجنوبية وسوء التقدير السياسي والوطني والاعتذار لشعبنا عن تلك الأخطاء والإفراج عن المعتقلين والمخفيين قسرا والكشف عن مصيرهم وجبر ما لحق بهم من ضرر واذى.

8- على الإخوة في المجلس الانتقالي كونه المسيطر على الأرض وامتلاكه المقدرات التنفيذية والاقتصادية المدنية إضافة إلى الأمنية والعسكرية البدء بإجراء تلك التغييرات واتخاذ الإجراءات الكفيلة رص الصفوف وإعادة بناء الثقة من أجل تغليب المصلحة الوطنية للجنوب.

9- ايقاف كافة الخطابات والمهاترات التي تعمل على زيادة الشرخ الجنوبي بمختلف الوسائل الاعلامية المرئية والمقروءه والالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي والعمل على اصلاح ذات البين .

10- ان مختلف القوى اليمنية المتقاتلة فيما بينها المنخرطة في الشرعية او جماعة الحوتي متفقة على إعادة الجنوب لباب اليمن في عاصمة الاحتلال وما تحالفها معنا الا تحالف تكتيكي والاهداف الاستراتيجيه تجمع المتقاتلين .

11- التاكيد ان لا حل للمشاكل والحرب في اليمن الا بحل القضية الجنوبية باعتبارها الاساس الاول  للازمة الوطنية .

12- الاعتراف بالقوات الجنوبية  كمكسب وطني والعمل على تصحيح مسارها  وانتمائها على اسس وطنية بمختلف هيئاته الهيكليه .

13- لدينا في الجنوب قيادات تاريخية كالرئيس علي ناصر محمد وحيدر العطاس والرئيس علي سالم البيض باعتبارهم مرجعيات هامة .

14- الاستفاده من اخطاء الماضي بمختلف مراحله واخذ العبر منها اكانت ما قبل 90 وما بعد 90 وما بعد 2015 حتى لا نقع  في نفس الفخ مرة أخرى .

15- التوافق الجنوبي وان كان على حساب تضحيات وتنازلات البعض أمر طيب وافضل بكثير من تنازلنا  لغير الجنوبيين في الداخل والخارج ، وعليه سنقدم رسالة للعالم من خلال مليونيات في عدن وحضرموت عنوانها " تجديد العهد " تأكيدا على أن  الجماهير الجنوبية ما زالت متمسكه بقضيتها رغم ما لحق بها من اضرار .

ان مجلس الحراك الثوري الجنوبي يضع بين ايديكم هذه الرؤية اضع بين ايديكم هذه الرؤية من باب الحرص على جنوبنا ووحدته وسلامة أراضيه وأمنه في ظروف ترسخت لدينا من خلالها القناعة أن قضيتنا واهدافنا الجنوبية أصبحت في خطر وتتعرض للتغييب والاقصاء والضياع ما يتوجب رص الصفوف عاجلا وتعزيز اللحمة بين كافة المكونات الجنوبية للنضال المشترك من أجل تحقيق تطلعات شعبنا والتصدي لكافة المؤامرات وإعادة الالق لوهج الثورة الجنوبية وعلينا أن نستخلص الدروس والعبر مما مضى لاسيما ونحن أمام مرحلة حرجة تحاول القوى العابثة المتربصة بقضيتنا النيل منها واغراق الجنوب بمزيد من الانقسامات.

صادر عن: 

   مجلس الحراك الثوري الجنوبي

13 يناير  2024