صوت عدن/ تقرير خاص :

بثت قناة بي بي سي البريطانية العالمية مساء الثلاثاء تقريرا استقصائيا مطولا كشف بالأدلة الدامغة تورط دولة الإمارات في جرائم التصفية الجسدية لشخصيات سياسية ودينية واجتماعية وعسكرية بارزة في جنوب اليمن بالتعاقد مع مافيا دولية متخصصة بالاغتيالات مقابل ملايين الدولارات لتنفيذ تلك الجرائم بشكل بشع راح ضحيتها أكثر من 162 شخصاً في مدينة عدن.
وما كان لتلك الجرائم أن تستمر ضد معارضي مطامع الإمارات بثروات وموانئ وجزر جنوب اليمن والمساس بالسيادة الوطنية بدون قيامها بتأسيس ميليشيات مسلحة خارج أطر الدولة مقدمة لها الدعم المالي الضخم والعتاد لتسهيل مهمتها عبر أدواتها المحلية الرخيصة التي فرطت بالسيادة والكرامة والقيم والثوابت والمبادئ الإنسانية والدينية والأخلاقية والوطنية.
وازاء تلك الجرائم التي ارتكبتها دولة الإمارات في عدن وجنوب اليمن عبر التعاقد مع مجرمين دوليين محترفين علت الاصوات تطالب النائب العام بإجراء تحقيق قانوني بشأن ما حمله تقرير قناة بي بي سي البريطانية العالمية واتخاذ زمام المبادرة بفتح ذلك الملف الشائك الذي كشفته القناة ويمس كرامة وحقوق الإنسان والسيادة الوطنية ويعد من الجرائم الجسيمة التي لا تنتهي بالتقادم وذلك احقاقا للعدل وإثبات مصداقيته وعدم الرضوح للضغوطات السياسية فلا أحدا يعلى على القانون وأن كل الشخصيات الواردة في التقرير بات التحقيق معها مطلبا ينبغي أن يحققه القضاء ليبرهن استقلاله وعدالته.
واوضحت مصادر سياسية أن دور الإمارات في جنوب اليمن ولاسيما عدن كان عبثيا وتعسفيا ومدمرا لكل شيء يمت بصلة للدولة والأمن والعدل وحقوق الإنسان فقد مارست كل أشكال الإرهاب بحق مواطني جنوب اليمن منذ عام 2014 حتى اللحظة وكانت سبباً في كل الأزمات الاقتصادية والمعيشية والخدماتية والصحية والتعليمية وغيرها وفي وضع الفوضى والانفلات الشامل وتمزيق النسيج الاجتماعي لجنوب اليمن ونهب الثروات والموارد وتدمير العملة المحلية.
وأكدوا أن الإمارات أقامت السجون السرية الرهيبة غير القانونية والتي تديرها ميليشياتها المسلحة وزجت بخيرة أبناء عدن والجنوب داخلها واخفاءهم منذ سنوات ومايزال مصيرهم مجهولاً متذرعة بمكافحة الإرهاب وهي من تصنعه وتفتعله كتهمة للتنكيل بالمعارضين لتواجدها وقد أصبحت غير مرغوب بها .. منوهين بأن سجونها السرية التي تديرها أدواتها المحلية يتعرض المعتقلون المخفيون فيها لأبشع الوان التعذيب منهم من قضى نحبه متأثرا بالتعذيب الرهيب ومنهم من فقد أهليته العقلية ومنهم من أصبح معاقا ومصابا بعاهة جسدية.
واعربوا عن الأسف الشديد أن تلك الجرائم والانتهاكات البشعة التي ترتكبها دولة الإمارات في عدن وجنوب اليمن لم تجد صوتا حكوميا يندد بها ويحمي المواطنين من شرها ويحفظ الوطن وثرواته ومقدراته وكرامة المواطنين وهذا ما جعلها تتمادى في جرائمها وعبثها في ظل صمت حكومي مخزي لا ينم عن وطنية ويفتقد كل المسؤولين في المجلس الرئاسي والحكومة للشجاعة ويفتقدون للقرار السيادي الوطني المستقل والحر وكل همهم مصالحهم ووظائفهم في ظل عبودية مقيتة للامارات والتحالف مفرطين بحقوق الإنسان والسيادة والكرامة ومصالح الوطن العليا وارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أدواتا رخيصة مرتهنة للخارج.