رئيس المكتب السياسي المستشار مدرم أبوسراج في حوار ساخن مع الإعلامي المصري خالد الكيلاني حول الحراك والقضية الجنوبية والتدخلات الخارجية "الحلقة الأولى"
صوت عدن/ خاص:
أجرى الاعلامي المصري الكبير الأستاذ خالد الكيلاني حوارا ساخنا مع رئيس المكتب السياسي لمجلس الحراك الثوري الجنوبي المستشار مدرم أبوسراج بمقر إقامته المؤقتة بالعاصمة المصرية القاهرة تناول عددا من القضايا والموضوعات المتعلقة بالحراك الثوري والقضية الجنوبية والأزمة اليمنية وتداعيات التدخل السعودي الإماراتي وانعكاساته السلبية على الأوضاع في جنوب اليمن.
قال المستشار مدرم أبوسراج رئيس المكتب السياسي أن شعب الجنوب قرر استعادة دولته وذلك حق تكفله له المواثيق والقوانين الدولية وان الحراك الثوري هو حراك شعبي جماهيري منذ انطلاقته كانت تلك إحدى أهدافه .. منوها بأن القوى الخارجية سعت جاهدة إلى حرف مساره واستنساخ كيان يحمل اهداف الحراك بالعلن وفي الإعلام وفي الشعارات ولكن على أرض الواقع أهدافه وحدوية وتذهب بعيدا إلى بيع الجنوب وبيع اليمن بأكمله.
واضاف أنه لا توجد هناك شرعية لافتا إلى أن التحالف حينما انطلقت الحرب كان يقول دخلها تحت ذريعة إعادة شرعية عبدربه منصور هادي فالان هادي غير موجود فلذلك عن أي شرعية نتحدث عنها.
وأوضح أبو سراج أنه خلال فترة الحرب وقبل ابعاد هادي أو الانقلاب عليه من قبل من يدعون أنهم يعيدوا الشرعية وكانت تلك ذريعة.
واضاف : الان السلطة القائمة المتمثلة بمجلس القيادة لا تمثل شيئا اسمه الشرعية فلا هي منتخبة شعبيا ولا نيابيا ولا محليا ولم تنبثق من صلب الشارع الجنوبي أو الشارع اليمني .. منوها بأنها قيادة حضر لها في ليلة ظلماء ما بين الرياض وأبوظبي واتوا بقيادة يراد منها أن تحكم اليمن باسم الشرعية ولكنها غير شرعية بل هي بالنسبة لنا وغالبية أبناء الجنوب واليمن تمثل إرادة خارجية للسيطرة على اليمن بأسره.
كما أوضح بأن ما يسمى بالتحالف العربي الذي انطلق بحوالي 18 دولة لم يتبق منه غير دولتين هما السعودية والإمارات اللتان جاءتا بشعارات القضاء على الحوثي والمد الشيعي ولكن حقيقتهما تكشفت بعد ثماني سنوات بأن لديهما أطماعا في اليمن واطماعا في المحافظات الجنوبية والشرقية وفي الجزر .
واضاف : وما نراه الآن قوات متواجدة في سقطرى التي لا توجد فيها جبهة عسكرية ولا تواجد للحوثيين فيها وهي تبعد عن الساحل اليمني قرابة 1500 ميل أو أكثر ولا يوجد فيها قتال ولذلك لا يوجد سببا لتواجدهم.
وأوضح أبو سراج بأنه كمواطن عدني جنوبي قاتل الحوثيين عند إعلانهم الحرب في 25 مارس 2015 كان حينها نائبا لرئيس الحركة الشبابية وسقط منها شهداء حتى خرج الحوثيين من عدن ومن المحافظات الجنوبية .. لافتا إلى أنه الان لا يستطيع القول إن كان قتال الحوثيين آنذاك كان صحيحا أم خطأ لانه في تلك الفترة شيع للجنوبيين بأن هناك مد شيعي فارسي ايراني للسيطرة على الجنوب فاحتشد كل أطياف المجتمع الجنوبي رغم أننا اكتشفنا الان أنها كانت مجرد شعارات وتم شحن الشعب بأفكار دينية ووطنية وان هناك قوى خارجية بتسيطر عليكم وفي الحقيقة كان ذلك فخا مع اني استطيع اليوم القول إن الحوثيين هم مكون يمني اصيل.
واضاف : اليوم وبعد مرور سنوات طويلة نرى هناك حوارا يدور بين الرياض وصنعاء وصار هناك انسجام كبير بينهما أكثر مما كنا نتوقعه أو يتوقعه المجتمع الدولي.. مشيرا إلى أن ما نراه الان أن التحالف الذي انشأته الولايات المتحدة لمناهضة الحوثيين رغم أن الرياض هي اكبر حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط لم تشارك فيه لأنها لا تريد أن تخلط أوراقها ولا تريد أن تغضب الحوثيين.
وكشف مدرم أبوسراج رئيس المكتب السياسي بأن في الجنوب حلفاء للسعودية خاضوا معها الحرب ولكنه قال للاسف اولئك الحلفاء لا يمتلكون قرارهم بيدهم .. مؤكدا إن قالت لهم السعودية اذهبوا جنودا للحوثيين سيكونون جنودا له وأن قالت لهم قاتلوا الحوثيين سيقاتلون الحوثيين .. مؤكدا أن اولئك ليست لديهم إرادة وطنية أو ثورية بقدر ما هي قيادات منتفعة متكسبة.
واعتبر مدرم أبوسراج بأن الشعب في الجنوب كان أكثر رقيا وتطورا في اربعينيات وخمسينيات وستينيات القرن الماضي حتى في فترة حكم الحزب الاشتراكي اليمني .. مؤكدا أنه خلال فترة حكم الرئيس علي ناصر محمد تلاشت الأمية ووصلت إلى 2 في المئة إلا أنه بعد عام 1990 أعاد النظام السابق الأمية وفرض سياسة التجهيل في الجنوب وبلغت الأمية الان قرابة 70 بالمئة ونشأت اجيالا في ظل الوحدة بمستويات تعليمية متدنية وتفشى الغش بشكل غير مسبوق وتلك كانت عملية ممنهجة وبدأ واضحا القضاء على الجنوبيين وتجهيلهم للسيطرة عليهم .
وأعرب عن القلق الشديد من تدني الفكر في الجنوب بينما صارت القبلية والمناطقية والحزبية هي أول شيء أما القضية الوطنية فشيئا آخر وهذا نتيجة لسياسة ممنهجة مورست للقضاء على الجنوب.
وأكد المستشار مدرم أبوسراج رئيس المكتب السياسي بأن من أهدافنا الان هو استعادة المواطن فكريا وتعليميا وأخلاقيا .. لافتا إلى أنه لا يمكن بناء دولة مريضة وفي ظل الفساد الذي يستشري في السلطة القائمة في عدن والجنوب فذلك الوضع لن يأتي بدولة.
واوضح بأن دولة الحراك الثوري يجب أن تتاجل خير من أن تأتي بدولة معاقة لافتا إلى أن الدولة الان معاقة الفساد يستشري فيها وأن السلطة القائمة في عدن فاسدة يسيطر عليها الفساد وسياستها الفساد والنهب والسلب .. منوها بأن لدينا في عدن ومحافظات الجنوب دولة تنهب المواطن وكل شيء حتى راتبه الذي يقل عن 50 ألف ريال يمني لا تستطيع تلك الدولة أن تعطيه إياه رغم الجبايات والتحصيلات الضريبية الضخمة التي تورد إلى جيوب الفاسدين والمتنفذين.
وأكد أن مجلس طويل عريض في الجنوب لديه مؤسسات يتحدث عنها شكل هيئة لمكافحة الفساد لكنها لا تستطيع عمل شيء وهي جزء من الفساد الحاصل في عدن ولم تحاسب أحد.
وكشف بأن موكب رئيس الانتقالي يكلف باليوم الواحد أكثر من مليار ونصف ريال يمني وكذلك القيادات الأخرى بينما الشعب لا يجد كهرباء ولا ماء ولا خدمات ولا رواتب .. وهناك قيادات مواكبها تكلف المليارات والملايين من الريالات اليمنية وان أقل قائد ما يسمى بحجم وطن موكبه يكلف باليوم ثلاثة مليون ريال يمني.
وكشف بأن الحراك الثوري الجنوبي هو أكثر المكونات المستهدفة داخليا وخارجياً.. منوها بأن الحراك الثوري مستهدف من داخل الجنوب من قبل ادوات ومستهدف أيضا من صنعاء ومستهدف أيضا من الإمارات.
كما أوضح أن الحراك الثوري شهد عدة محاولات انقسام وشق صفه وشراء ولاءات إلا أنه مكون اصيل انبثق من الشارع ومن رحم معاناة المواطنين والى الآن ما يزال صامدا .. مشيرا إلى أنهم معتقدين حينما يقسم الحراك الثوري سيقضون عليه ولكن الحراك الثوري هو ليس أفراد أو فلان وعلان إنما الحراك الثوري هو فكر وإرادة وتضحيات.
البقية لاحقا: